Al-Watan (Saudi)

إقصاء خلية ظهور الأحبة في برامج الفضائيات

-

تعددت القضايا الملفتة خلال هذا الأسبوع، مما جعلني في أزمة وحيرة في اختيار المواضيع التي تستحق إلقاء الضوء عليها. فهل يجب عليّ أن أكتب عن اعتذار نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري وتصريحاته المثيرة للجدل، والتي توقع فيها إفلاس الدولة الحتمي بعد 3 أعوام، أم أكتب عن "السنابة" أو الحجة الواهية التي دفعت العريس لطلاق زوجته بعد ساعتين فقط من زفافهما، وهذا يدلل على عدم وعي العديد من الشباب بمفهوم الحياة الزوجية وكيفية احترام المرأة، فلا يعقل أن يطلق رجل زوجته لمجرد أنها قامت بإرسال صور من زفافها لصديقاتها عبر تطبيق "سناب شات"؟ في ذات الحين أنا أشعر بمرارة كبيرة من تدني ثقافة احترام مكان العمل، والذي يغيب عن الكثيرين، هذه الضحالة الفكرية دفعت لتوقيف أحد الموظفين، حيث استغل عمله في تصوير إجراءات تنفيذ حد القصاص في أحد الجناة في مدينة الرياض، ولا أظن فقط هذا الموظف يستحق التوقيف، فهناك العديد من الموظفين الذين يقومون بالتقاط الصور للعملاء والمراجعين بغية التهكم عليهم، ولا بأس من التقاط الصور الشخصية، على ألا يتعدى ذلك التصوير المساس بحريات الآخرين واحترام مكان العمل.

وبعد قراءة طويلة لأهم الأحداث الساخنة المحلية، قررت أن أكتب عن تفكيك خلية توظيف الأقارب في جامعة الطائف، العنوان بحد ذاته أدخلني في موجة من الضحك، الأشد فتكاً من العنوان هو ما يحتويه الخبر، فإذا فاتتك قراءة الخبر فيمكنني نقله لك نصاً، حيث أقصت جامعة الطائف أعضاء هيئة التدريس، ممن تربطهم علاقات عائلية بالمتقدمين لشغل وظائف معيد ومدرس لغة في عدد من كليات الجامعة، القصة المأسوف عليها تشير إلى أن جهات رقابية في الطائف سبق أن حققت على مدى سنوات ماضية في عدة تهم تتعلق بالفساد الإداري المستشري في أروقة الجامعة، والتي عرف على أنها جامعة عائلات، وبعد رصد توظيف أكثر من 70 أكاديميا من 7 عائلات فقط، تم التحقيق وقتها مع قيادات في الجامعة، اتهموا بالتلاعب في التوظيف والبدلات والانتدابا­ت، إضافة إلى وجود عدة منشورات صحفية تشير نحو تعيين معيد قبل تخرجه.

لا أعرف لماذا لم يتصدر السطر الأخير عنوان الخبر، فهذا بمفرده يغنيك عن التوصيف الدقيق لمعنى كلمة "واسطة"، إذ يمكننا أن نضعها في قاموس التعريف بالمفردات المحلية، سين سؤال: ما معنى "واسطة" بالمفهوم السعودي؟ الإجابة: أن تعين معيدا قبل تخرجه! هكذا ببساطة سيصل إليك المعنى دون جهد أو عناء، هذا الخبر يوضح لك صدقاً مدى التطرف القبلي الذي يحرم العديد من المواطنين والمواطنات من كسب فرصهم الحقيقية في شغر عدد من الوظائف التي يستحقون الحصول عليها، لقد شعرت بالسعادة من الانتفاضة التي انتابت المسؤولين في التعليم، وأتمنى أن تتوالى مثل هذه الانتفاضات دون كسل، والتي بالتأكيد ستكون درسا قاسيا للبقية الذين لا يزالون -على قدم وساق- يحولون عددا من المؤسسات والهيئات الحكومية إلى مجالس عائلية.

قبل أن أقرأ هذا الخبر الجدير بالتعليق عليه، كنت قبلها منزعجة من بعض البرامج التلفزيوني­ة التي تقدم عبر قناتين شهيرتين في الوطن العربي، وبالتأكيد تحتل هاتان القناتان شهرة كبيرة في المجتمع السعودي، الغريب الحجاز، اعتاد على استضافة أهله وأحبابه وأصحابه وعيال "الحتة"، وقد تناهى إلى مسامعي أيضا، أن مدير أحد البرامج الإخبارية يصر على استضافة إعلاميين من نفس قبيلته وفخذه وعشيرته التي تعود أصولها للمنطقة الوسطى، حتى لا يعتقد البعض أنني "متعنصرة" فقط ضد أهل الحجاز. لكنني عجزت عن هضم فكرة العنصرية في البرامج، أرجوكم لا يقل لي أحدكم إنني أكيل النقد لمثل هذه البرامج بسبب عدم مشاركتي أو ظهوري بها، إن قلت ذلك فأنت ببساطة "تشخصن" عملية النقد، ولا تريد أن تقتنع بأن إعلامنا تواجهه مشكلة حقيقية جدا، فأنت كمشاهد ومتابع يجب أن تُحترم وأن تعامل بمستوى يليق بك، فأنت السبب في استمرارية وجود مثل هذه البرامج، بالله عليك أعطني فائدة واحدة ستجدها من أي برنامج، إذا كان كل مذيع يريد أن يستضيف "حبايبه وأصحابه وخلانه!" إلى جانب مسح "جوخ" زملائه والتطبيل لهم؟ ألهذه الدرجة وصل الحد بالاستهتار بنا كمشاهدين؟

أنا أقر بأنني استطعت مشاهدة كل أهالي جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة في برنامج إحدى المذيعات؟ أين المسؤولون ليقولوا لها إن "عصام" الوحيد الذي لم يظهر في برنامجها؟ عصام شاب عادي من أهل الحجاز يريد أن يظهر على أي برنامج، فهل يمكن له ذلك؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia