Al-Watan (Saudi)

الحلقة المفقودة بين المواطن والحكومة

- عبدالله العقيل

لا أعرف لماذا نتوجس من فكرة وجود مؤسسات المجتمع المدني؟ ولماذا نخشاها ويُحرم الناس منها؟ مؤسسات المجتمع المدني منظمات تطوعية أهلية، لا تخضع لسلطة الحكومة، وهي ليست إجبارية ولا ربحية. هدفها خدمة المجتمع في مجالات كثيرة: نقابات مهنية وعمالية، نقابات للطلبة، جمعيات لحقوق الأطفال، وكبار السن، والمرضى، وحقوق الحيوان.. إلخ. وهي رافد أساسي لأي حكومة ومجتمع متحضر. وجود مثل هذه المؤسسات ينمي حس المسؤولية عند الأفراد تجاه مجتمعهم والقضايا التي تهمهم. هذه المؤسسات المدنية لا تخدم المجتمع فقط! هي أيضا تخفف حملا ثقيلا على عاتق كثير من المؤسسات الحكومية. والأهم من ذلك أنها تعمل كحلقة وصل بين الفرد والحكومة. لاحظ عزيزي القارئ أن كل من اصطدم بالناس مؤخرا -سواء كان مسؤولاً أو رجل أعمال أو غيره- تم تنبيش تاريخه والبحث بكل صغيرة وكبيرة في حياته وأخيرا يتم فضحه وإظهار فساده. هذا كله مجهود تطوعي بدون تنظيم وبدون تنسيق وتخطيط. الآن؛ تخيل معي أن هيئة مكافحة الفساد هي جمعية أهلية! والمواطنون هم المسؤولون عنها! كيف سيكون الوضع؟ المواطن هو الوحيد القادر على كشف الفساد ويستطيع الحصول على كل المعلومات وتمر عليه كل الوثائق. هو موجود في كل مكان، في مكتب الوزير، وفي الإدارات، وفي اللجان وشؤون الموظفين والأرشيف والمراسلات. والآن أصبحت لديه سلطة لمحاربة الفساد. وإن تغاضى أحدهم عن فاسد فلن يتغاضى الآخر عنه. تخيل كم من فاسد سيقع؟ وكم من الأموال ستسترد؟ لا يوجد فساد بالسر، ولا يوجد فساد بين اثنين فقط! كل شيء موجود ومحفوظ ومعروف بطريقة أو بأخرى. مهما كان الفاسد حريصا ومهما اختبأ ومهما تجنب الظهور فسيسقط. ما علينا فقط إلا تفعيل دور المواطن لمحاربة الفساد وهو من سيتكفل بالباقي.

للتواصل أرسل SMS إلى: 815139 جوال 615665 موبايلي – 716262 زين بها رقم 404 ثم مسافة ثم رسالتك

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia