نيويورك تايمز: الشرق الأوسط ينتظر قيادة فاعلة

توقعت صحيفــة نيويورك تايمــز، أن يواجه الرئيــس الأميركي الجديد، صعوبــات متزايدة في التعاطي مع مشــكلات الشرق الأوسط، وأضافت في مقال إن الرئيس المقبل ســوف يصحو في اليوم التالي لدخوله البيــت الأبيض، ليجد حقيقة مرعبة بانتظاره، وهي شرق أوســط غــارق في الصراع والفوضى، وينتظر بفارغ الصــبر قيادة أميركية للمنطقة. مشــيرة إلى أن رؤساء أميركا في السابق كانوا ينظرون لهذه المنطقة بمنظار الحرب الباردة و"الإرهاب" وإسرائيــل، لكن هذه المناظير تغيرت تماما، بســبب تعدد المشــكلات، مثل الحرب في سورية، والعراق، واليمن، ومشكلة اللاجئين بتركيا والأردن، وإعادة روســيا لفرض نفوذها بالمنطقة، والــصراع في ليبيا، وخلافات الســعودية وإيران بسبب تدخل الأخيرة في شؤون دول المنطقة.

قالــت الصحيفة، نقــلا عن كبــير الباحثين بالمعهد الدولي للدراســات الإستراتيجية بالبحرين، إيميلي هوكايــم قوله إن الشرق الأوســط ممزق الآن، والنظــرات الكلية إليه ليســت واقعية أبدا، حتــى إذا كانت كذلك في المــاضي. وأضاف أوباما انتهج أســاليب أمنية خالية من السياسة. ومضت الصحيفة بالإشارة إلى تزايد الآراء التي تقول إن أهم تحدٍ للرئيس القادم هو معرفة ما يريده في الشرق الأوسط والمحافظة على مصداقية الولايات المتحدة، وإن المنطقــة لا ترى حاليا إلا ضعف واشــنطن، وإن ذلك لا يعنــي بالضرورة وجودا عســكريا أميركيا واســعا، بل عودة أميركية أقل من عدوانية جورج دبليو بوش وأقــوى من تراجع أوباما. كما استشــهدت بما كتبه الصحفي الأميركي، باتريك تايلور في كتابه "عالم من المشــاكل" بأن الرؤساء الســابقين أداروا علاقات بلادهم بالمنطقة حسب الرؤية الخاصة لكل منهــم، وعدم اتباع مجموعة ثابتة من الأهداف أو أسلوب عمل موحد.

أكدت نيويورك تايمز أن على الرئيس الجديد تحديد ترتيب إقليمي، يأخــذ في اعتباره جميع اللاعبــين الكبار ومصالحهم، بمــا فيهم تركيا وإيران، معلقا بأن تلك مهمة شاقة "لكن المنطقة لن تنعم باســتقرار بدونها". وكشفت أن خبراء السياســة الخارجية بجميع المعاهــد ومراكز الأبحاث بواشــنطن منهمكــون حاليا في بلورة اقتراحاتهم للرئيس القادم ليأخذها في اعتباره في سياسته بالشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ما يجمع بينهم أنهم يقولون إن نهج أوباما في المنطقة لم يكن مفيدا ويتطلب تبديلا. وقال السفير الأميركي السابق في ســورية والعراق، جيمس جيفري إن الشرق الأوسط تحوّل من مشــكلة أمنية يمكن معرفتها واحتواؤها إلى مشكلة تبدو كأنها حرة في تدهورها. ودعا الرئيس المقبل إلى الحفاظ على علاقات أميركا بحلفائها، والتركيز على ردع إيران، وتفادي إغراء محاولة معالجة المشاكل الرئيسية التي تعاني منها المنطقة، وترك ذلك لســكانها وقادتها.