المرأة اليمنية تدفع ثمن انهيار الخدمات الطبية
استهداف متعمد مرضى السرطان
الأحد 24 ربيع الآخر 1438 - 22 يناير 2017 العدد 5959 السنة السابعة عشرة
لم تقتصر جرائم الانقلابيين على مجرد تدهور الاقتصاد، والاعتداء على السكان المدنيين، وقصف مناطقهم عشــوائيا، بل أدت اعتداءاتهم إلى تدهور النظام الصحي، حيث تضاعفت في الفترة الأخيرة مأساة تردي خدمات الرعاية الصحية، خاصة بين النساء، حيث امتنعت كثير من المستشــفيات عن تقديم المســاعدة الطبية، بشكل متعمد في كثير من الأحيان، وأثرت على فئات متعددة من المــرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السرطان، والفشــل الكلوي، وأمراض القلب. وأكد وكيل وزارة حقوق الإنسان، ماجــد فضائــل، أن الانتهاكات التي يمارســها الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، ما زالت مستمرة، موضحا أنه إضافة إلى عملية القتل العمد، وزرع الألغام في الطرقات والبيوت، وتهجير آلاف الأسر، فإن الحصار الطبي زاد من معاناة المواطنين، وبلغ عدد النســاء اللاتي أصبن بحمى الضنك ما يزيد عن 20 ألف مصابة، وتوفي عــدد كبير منهــن. وأضاف أن بعض النساء تعرضن أيضا، لمشكلات الولادة المبكرة، مشيرا إلى أن تقرير تحالف رصد عن مستشفيات الروضة والجمهوري والثورة بمحافظــة تعز أحصى 120 حالة ولادة مبكرة، مات فيها حــوالي 96 من المواليد، نتيجة لانعدام الرعاية الصحية والأدوية وأسطوانات الأوكسجين. كشــف تقرير صادر عن شبكة الراصدين المحليــين في محافظة تعز، عن ارتفاع أرقام ضحايــا نقص الخدمــات الصحية وغياب الأطباء، في وقت يؤكــد البروتوكول الثاني باتفاقيات جنيف على ضرورة توفير الحماية الصحية للنساء والأطفال، وحماية المنشآت والأطقــم الطبية أثناء الحروب. وحســب التقرير فقــد تعمّد الحوثيون اســتهداف المستشــفيات وتشريد الأطبــاء وخطفهم، وتدمير مراكز العناية الطبية والمعدات، كما قاموا بتحويل الوحدات الصحية إلى ثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة، مشيرا إلى أن الأمر لم يقتصر على حصار تعز عســكريا، بل حصارها طبيا أيضــا، ومنع وصول أي مساعدات إغاثية، إضافة إلى سرقة المساعدات الطبية وتحويلها لصالــح عناصرهم، مما شــكل أضرارا خطيرة وتسجيل أعداد كبيرة من الوفيات، خاصة بين النســاء والأطفال وكبار السن. أكــد التقريــر وجــود 3175 مريضة بالسرطــان في محافظة تعــز وحدها، يفتقدن للعــلاج والرعاية الصحية، بعد أن تم تدمير المستشفى الخاص بالأورام، وأغلق في نهاية عام 2015، بعد أن كان عدد المريضات عام 2014 حوالي 1815 حالة، مما يؤكد ارتفــاع عدد المصابات بهذا المرض بين النساء. وأشار كثير من الأطباء إلى أن السبب الرئيسي هو انعدام ضمانات الغذاء الصحي، وغياب الرقابة على المــواد الغذائية، وانهيــار الوضع الصحي والنفسي بســبب الاســتهداف بالأسلحة وحالة الفزع والخوف المستمر في تعز. من جانبها، أشارت الناشطة والإعلامية، وفاء العامري، إلى أن ما يقوم به الحوثيون من قصف متعمد للمستشفيات وتشريد الأطباء هو عمل مبرمج، فضلا عن قيامهم بارتكاب جرائــم حرب، متحدين في ذلك الهيئات والمنظمــات الدولية والجهات المعنية عن حقوق الإنسان.