Al-Watan (Saudi)

لشرعية ترفض فخ الهدنات

- انسداد الأفق السياسي شبهات واتهامات

دأب المبعوث الدولي إلى اليمن، إســماعيل ولد الشيخ أحمد، بإيعاز مــن منظمات المجتمع الدولي، على تنشــيط اتصالاته الرامية لوقف القتال في اليمن، وإعلان هدنــة، بالتزامن مع تقدم قوات المقاومة الشــعبية والجيش الوطني على الأرض، وتحقيقهم انتصارات متلاحقة على جماعة الحوثيين الانقلابية وفلول حليفهــا المخلوع علي عبدالله صالح.

وقبل كل الهدنات السابقة، كانت القوات الموالية للشرعية تحقق انتصارات على حساب الانقلابيي­ن، إلا أن وقف القتال، بالتزامن مــع عقد الهدنات أو اســتئناف مفاوضات السلام، أدت إلى تغيير الواقع العسكري عــلى الأرض، حيث تســتفيد الميليشيات التي لم تلتزم بأي من تلك الاتفاقات من تحريك آلياتها على الأرض، كما تنشط محاولاتها لتهريب الأســلحة، إضافة إلى مواصلة الاعتداءات على المدنيين وعناصر المقاومة الشــعبية. ومؤخرا حاول ولد الشــيخ إعادة مبادرته التي قدمها مــن قبل لطرفي الأزمة، وســعى إلى عقد هدنة جديدة، إلا أن الحكومــة الشرعيــة امتنعــت عن الانســياق وراء تلك المحاولات، ورفضت تكرار التجارب السابقة، واشترطت إعــلان الانقلابيـ­ـين التزامهم بتنفيذ المرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم .2216

يؤكــد المحلل الســياسي، ياســين التميمي، أن تزامن مساعي المبعوث الأممي لوقف إطلاق النــار في وقت تحقق فيه القــوات الشرعية تقدما كبيرا عــلى كافــة الجبهات، "يكشــف إلى أي مدى الأمم المتحــدة متورطــة في مهمة إنقاذ الانقلابيـ­ـين وحمايتهم من هزيمة عسكرية يبدو أن مؤشراتها الميدانيــ­ة قوية". وأضــاف "المشــهد اليمني يعانــي من انســداد في أفق الحل الســلمي، الذي تحاول الأمم المتحدة تســويقه، عبر الإصرار على هذا المسار الذي يختلــف تماما عن مســار الانتقال السياسي الذي يستند إلى المرجعيات الثلاث. واليمن ليس بحاجــة إلى مبادرة أو خارطة طريق بعــد مؤتمر الحوار الوطني الشــامل، وما يحتاجه هو تنفيذ القرار رقم 2216، وهو ما يستبعده حتى اللحظــة المبعوث الأممي. كما أن هناك مشكلة أخرى تكمن في أن الأمــم المتحدة تصر على إنجاز تســوية هي في الواقع اســتكمال للمهمة الانقلابية التي تــورط فيهــا المخلوع صالح وحلفــاؤه الحوثيون، بسبب هذا الإصرار على تجريد الرئيس من صلاحياته وتعيين نائــب جديد، كأن المشــكلة تكمن في الرئيس ونائبه وليس في الانقلاب".

أشار الباحث اليمني فيصل عــلي، إلى أن قــدوم الإدارة الأميركية الجديدة ســينهي فصلا مأساويا في اليمن، مبينا أن إدارة أوباما كانت تمارس ضغوطا على الشرعية لتكريس الانقلاب ونتائجــه. وأضاف في تصريحــات إعلاميــة أن محاولات التخفيف عســكريا عن الانقلابيي­ن عند تعرضهم لأي ضغــوط عســكرية من جانب قوات المقاومة والجيش الوطنــي "هو بدعــة الأمم المتحــدة، ولم نكن نعتقد بأن المنظمة الدولية ستدعم جماعة إرهابية كميليشــيا الحوثي التــي تقتل البــشر وتفجر الدور وتقصــف المدن وتلغم الطرقات".

ودعا علي الحكومة الشرعية إلى مواصلة تقدمها العسكري المستمر على عدد من جبهات القتــال، مؤكــدا أن هذا هو الأســلوب الوحيد الذي يمكنه جلب الانقلابيـ­ـين إلى طاولة المفاوضات.

 ?? (سبأ) ?? هادي لدى لقائه ولد الشيخ في عدن
(سبأ) هادي لدى لقائه ولد الشيخ في عدن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia