Al-Watan (Saudi)

قوات الباسيج تستعد لقمع الإيرانيين ونشر الميليشيات بالمنطقة

- بيروت: مروان الشمالي مراقبة المعارضين مهمتان منفصلتان استقطاب المرتزقة

في ديســمبر المــاضي، عــين المرشــد الإيراني عــلي خامنئي، الجنرال غلام حسين غيب برور، رئيســاً جديداً للقوات الإيرانية شبه العســكرية المعروفة باسم "الباسيج"، ليخلف محمد نقدي الذي تولى هذا المنصب لســبعة أعوام. وجاء في تقرير للمتخصص في الشؤون الأمنية الإيرانية فرزين نديمي، نشره معهد واشــنطن، أن تعيــين برور يســلط الضوء على حرص طهران الواضح على تعزيز القمع الــذي تضطلع به قوات الباسيج، واستخدام الحرب الســورية كميدان فعلي لتدريب الجيــل القادم من قــادة فيلق الحرس الثوري ونشره في الإقليم.

وحســب التقرير، فإن قوات الباســيج ميليشــيات شــبه عســكرية قائمة عــلى التطوع، تمّ إنشــاؤها في أعقاب ثورة عام 1979. وخــلال الحرب الإيرانية -العراقيــة، اضطلعــت بمهمة زيادة عدد أفراد الحرس الثوري، من خلال المتطوعــي­ن، ولم يتمّ دمجها في هيكلية القوات الأمنية للمحافظــا­ت الخاصة بالحرس الثوري، حتى أواخر عام 2009، بعدمــا ملأ متظاهــرو الحركة الخضراء الشوارع احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية". وقام برور بدور كبــير في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في طهــران وعدد من المــدن الرئيســية الأخرى، بصفته قائداً لإحدى فرق الحرس الثوري، فضلا عن توليه مناصب قيادية أخرى. أبــان التقريــر أن الموقف المتشــدد لبرور، يشبه سابقه نقدي، الذي عرف عنه التشدد وتعذيــب المعارضين، ومن ثم فقــد أمر المرشــد، في خطاب التعيــين، رئيــس الباســيج الجديد، بمراقبة أي معارض. وعلى نحو مماثــل، حذّر قائد الحرس الثــوري، اللواء محمد علي جعفري، من اشتداد العداء تجــاه قوات الباســيج داخل إيــران، وأوصى بإيجــاد حلّ إستراتيجي للمشكلة، فيما أعرب مســؤولون آخرون في الحرس الثوري عن مخــاوف مماثلة، حيث قال مســؤول العلاقات العامة، العميد رمضان شريف "مجتمعنا يعاني من البطالة، ومعــدل الــزواج المنخفض، والفقر، والتمييز، والفســاد، وعلى الحــرس الثوري معالجة هذه المشــاكل"، مما يشير إلى احتمال توســيع دور الحرس الثوري، وقوات الباســيج، في رسم ملامح مستقبل السياسات المحلية الإيرانية.

وفقا لمركز واشــنطن فإنه في ظل توســيع دور الحرس الثوري أنشــطته في ســورية، فهو يعزّز في الوقت نفســه دور الباسيج في الداخــل. ويدير الحــرس حالياً مهمتين منفصلتين في سورية: الأولى برنامج للمشورة والمساعدة تديره قوة القدس بالتعــاون مع حزب الله، أما الثانية فتشــمل وحدات قتالية صغيرة تحت إشراف مشترك من قبل "مقر الإمام الحسين".

ومنــذ العام الماضي، نشــطت قوات الباســيج عــلى نحو أكبر في تجنيــد متطوعــين إيرانيين من الشــباب للقتال في ســورية، وبعد تنظيمهم ضمن ما يســمى بـ"كتائــب الفاتحــين"، يتــم إرســالهم إلى ســورية للعمل إلى جانب "لواء الفاطميون" الأفغاني و"لواء الزينبيون" الباكســتا­ني، المنضويــي­ن تحت ســلطة قوة القدس.

ختم كاتــب التقرير بالقول "في ظــل اســتمرار الحرب السورية، لا يقتصر الدور الذي تلعبه إيران على إرســال قوات النخبــة في مهام استشــارية وداعمة فحسب، بل تُرسل أفراد من الباســيج، لتنفيذ مهمات قتالية غير محدودة. ونظراً لأن المعركة الرئيســة ستنتقل على الأرجح مــن حلب إلى محافظة إدلب، يمكن توقّع ازدياد عدد الشــباب الإيرانيين في صفوف الباســيج الذيــن يقاتلون في ســورية خلال الأشهر المقبلة، وكذلك ارتفاع عدد الضحايا في صفوفهم.

 ??  ?? عناصر من قوات الباسيج الإيرانية ( الوطن)
عناصر من قوات الباسيج الإيرانية ( الوطن)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia