Al-Watan (Saudi)

رحم الله مؤلف الطبقات والمواقف

-

قبل أيام رحل إلى الرفيق الأعلى، فضيلة العالم المكي، الشيخ عبدالحفيظ مَلك عبدالحق، الفقيه الحنفي المتمكن، وأحد كبار المهتمين بعلم الحديث الشريف؛ توفاه الله تعالى، يوم الإثنين الماضي، وهو في رحلة علمية في جنوب إفريقيا، وتم دفنه في البقيع، بالمدينة المنورة، على ساكنها، أفضل الصلاة والسلام، فجر الخميس التالي..

عائلة الشيخ عبدالحفيظ ـ رحمه الله ـ من أصول كشميرية، وكانوا قد استقروا في تلك المنطقة من إقليم بنجاب، ويعد من أبرز طلاب الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، العالم الهندي المشهور، والمهاجر المدني بعد ذلك.. للفقيد فضل كبير في نشر العلوم والمعارف، وشغل نفسه بذلك طيلة السبعين سنة التي عاشها، ومن ذلك نشره كتاب "أوجز المسالك في شرح موطأ الإمام مالك"، وكتاب "بذل الجهود في شرح سنن أبي داود"، وكتاب "الكنز المتواري في معادن لامع الدراري وصحيح البخاري"، أربعة وعشرين مجلدا، ومن أجل مؤلفاته "طبقات الحنابلة الصوفية"، وكتاب مهم آخر اسمه "موقف أئمة الحركة السلفية من التصوف والصوفية"، وضح فيهما معالم التصوف الشرعي المطابق لمذهب أهل السنة والجماعة، والموافق لما جاء في كتاب الله سبحانه، وسنة رسول الله، عليه الصلاة والسلام، والخالي من البدع والإدخالات غير الشرعية، والتي ليس لها أصل في التصوف الشرعي الصحيح..

في كتاب الشيخ "طبقات الحنابلة الصوفية"، ذكر رحمه الله، سبب تأليفه كتاب "موقف أئمة الحركة السلفية من التصوف والصوفية"، قائلا: "لاحظنا في العصور المتأخرة حملة شرسة من بعض اللا دينيين، وبالمقابل من بعض المتدينين الملتزمين أيضا، ولا سيما من بعض أتباع ومحبي أئمة السلفية، والمنتسبين إليهم، حتى صارت السلفية عند بعضهم، تذكر بمقابل الصوفية، وكأنهما ضدان لا يجتمعان، وكل واحد منهما عدو للآخر"؛ جامعا فيه ـ أي كتاب المواقف ـ مقالات وأحوال سبعة من أئمة السلفية، وهم: الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والإمام ابن رجب، والحافظ ابن كثير، والإمام ابن في هذا الموضوع، ولكن تأبيني للشيخ عبدالحفيظ، العالم المتواضع، رحمه الله، وعودتي لبعض آثاره العلمية المهمة، فرضت علي هذا الاضطرار، كذا ترديد أن كل الطوائف الإسلامية، وبدون استثناء، فيهم الحقيقي، والمزيف، والمصيب، والمخطئ؛ أما الدجالون، والمخرفون، فليسوا إلا مخالفين لكتاب الله، وسنة

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia