أرض الأدب والثقافة

Opinion@alwatan.com.sa فاكس: 0172273756

تابعت ما نشرته "الوطن" على صفحاتها يوم 5 يناير الجاري في العدد رقم 5942 وأعداد أخرى لاحقة حول الخلاف الدائر بين نادي جدة الأدبي وجمعية الثقافة والفنون.

فما كان يتمنى أي أحد من مثقفي الوطن أن تتسع دائرة الخلاف حول المبنى الخاص بنادي جدة الأدبي الثقافي القديم والذي تمت (إعارته) لجمعية الثقافة والفنون قبل خمس سنوات.. وبغض النظر عن أسباب الإعارة، ولكن إذا تحدثنا عن جوانب رسمية فهذه اتفاقية تم توقيعها بين كيان وكيان، ولم يتم توقيعها بين أشخاص، وبالتالي يجب تنفيذها حسب ما جاء في بنودها وتوقيتها.. والأشخاص يتغيرون ويتعاقبون في أي لحظة، وبالتالي لا يوجد مجال للتذكير بمقولة شفوية أو موقف عابر حدث أثناء التوقيع أو معرفة النوايا، الأمر هنا حسب مستندات رسمية أخذت الصبغة القانونية ووقعت، وبالتالي انتهى الأمر عند هذا الحد..

ولذلك أنا أتعجب من التهمة الموجهة للنادي الأدبي بجدة بأنه قام (بتهديد) الجمعية، وأنه يسعى إلى (طرد) الجمعية عبارات (مفجعة، مخيفة، غريبة، عقيمة)، النادي لم يسمع له أي صوت على مدار السنوات الخمس الماضية حيال الاتفاقية، ولا أحد من المجتمع الثقافي يعرف عن هذه الاتفاقية، ولا حتى مرتادي الجمعية إلا القلة القليلة التي كانت على الاطلاع والبعض من الذين عايشوا الوضع ..

لذلك من خلال ما يحدث أن النادي احترم الاتفاقية، ولم يسع إلى إلغائها أو المطالبة بالمغادرة، بل إنه كان يسعى لتنظيم الوضع بشكل يضمن للطرفين سير العمل بصورة أكثر حضارية، لأنه في حال حدوث أي شيء ستكون المساءلة مشتركة للطرفين (الكيانين) الثقافيين، ولا مجال للحديث عن الأسباب أو النوايا.. وكنت أتمنى من الأحبة في الجمعية أن يكسبوا الجولة بطريقة أكثر نضجا وهدوءا دون التفرعات الغريبة حول (ملكية المبنى) التي لم نكن نسمع بها من سنوات طوال، ولم تكن أصلا طرفا في الاتفاقية، ولم تعرف أي شيء عن الاتفاقية، ولم يؤخذ رأيها أصلا بالاتفاقية، ولا حتى بعد توقيع الاتفاقية، فكان الأمر مشتركا بين كيانين ثقافيين وطنيين محددا بإطار زمني له مدة انتهاء.. ولا علاقة لثقافة العيب في الأمر، فهنا توجد مساءلات قانونية تحاسب الطرفين، ولا أظن أنه كان يصعب على الجمعية إعداد خطاب متضمن طلب التمديد لفترة معينة، مثل ما قدم مسبقا طلب المبنى، فهي استكمال لإجراء وحتى إن رفض النادي فيعتبر من حقه.

نبيل حاتم زارع