Al-Watan (Saudi)

إثارة الخلافات والصراعات، وتهويل قدرات عدونا، وتقليل قدراتنا، واتهام مؤسساتنا، هدف رئيس للأعداء، ولهذا فإن ما يَسُوغ من خلافات وقت السَعة، قد لا يَسُوغ في حال الاستهداف

-

إليه والرماح تنوشه كوقع الصياصي في النسيج المدد فطاعنت عنه الخيل حتى تبددت

وحتى علاني أشقر اللون مزبد ثم قال: وهل أنا إلا من غزية إن غوت

غويت وإن ترشد غزية أرشد مع أن كثيرا من الناس لاينقل إلا البيت الأخير، منتقدين الشاعر من خلاله بأنه إمعة، وليس الأمر كذلك، لكن من يقطع الكلام عن سياقه، يصل إلى نتيجة خاطئة ظالمة.

أقول ذلك: وأنا أرى جنودنا البواسل -وفقهم الله وجزاهم عنَا خيرا- يحطِّمون كل من يستهدف أمن هذا البلد سواء كان الاستهداف على حدوده، أو كان في عمليات وشبكات إرهابية في داخله، فأعداء الدين والوطن ليسوا على شيء، وليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مملوكون لأعداء الإسلام في الخارج، قابعون في أوكارهم، لا يشهدون الصلاة في بيوت الله، ينتظرون نظـرت التوجيه من أسيادهم الحاقدين في الخارج، ليخربوا بيوتهم بأيديهم، لكنهم بحمد الله: كناطحٍ صخرة يوما ليُوهنها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل وهذا الاستهداف يوجب على أهل العلم والفكر والدعوة والإعلام، أن تجتمع كلمتهم في مواجهة العدو، ومؤازة رجال أمننا البواسل، كما هو الواقع بحمد الله عند كثيرين، أما أن يُتَخذ هذا الاستهداف سُلَما لما لا ينبغي من النزاع، وتشتيت الوحدة الوطنية، ورمي التهم هنا وهناك، وتصفية الحسابات، فهذا الذي يسر العدو، ويحزن الصديق، والعاقل يُفرِق بين ما يقال في حال السَعة، وما يقال في حال الشدة، و يفكر قبل أن يتكلم، هل في كلامه جمع للكلمة، وقمع للعدو، فيتكلم حينئذٍ، أم العكس، فيسكت، عملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت«، وليس من الخير -فيما أرى- اتهام مؤسسات الدولة الإعلامية والدعوية والخيرية والتعليمية، بعد كل إحباط عمل إرهابي -لا سيما وهي اتهامات لا تصمد أمام التحقيق العلمي، وأما النقد البناء »وليس الاتهام دون دليل« فهو مطلوب، ولكن له أصوله وضوابطه ومكانه وزمانه، وأرجو أن يوفق الله القائمين على البرامج الحوارية التلفازية التي تعقد اللقاءات بعد الأحداث الإرهابية، لوضع النقاط على الحروف، لضبط المسار، ولئلا تزل قدم بعد ثبوتها، فما كل من وصف نفسه بأنه خبير في الحركات والجماعات والعلاقات والاستشارا­ت ونحوها، يصدق عليه ذلك، لأن كثيرا منها ألقاب توزع بالمجان، وإن بيعت فهي بأبخس الأثمان، ولا كل من زعم الإصلاح، ونفاه عن غيره، تصريحا أو تلميحا، صادق في ذلك.

فالوطن يسع الجميع، والأصل حب كل مواطن لدينه ووطنه وقيادته، ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل كالشمس، والخلاف شر، والتنازع سبب للفشل، وقضايا الدين والوطن ليست سبيلا للارتزاق والتملق، وتصفية الحسابات، ورمي الفتيل هنا وهناك.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia