Al-Watan (Saudi)

فشل معالجة تغير المناخ

-

يشكل الاحترار العالمي تهديدا خطيرا ومباشرا لبقاء البشري، وتشير دلائل علمية إلى أن أرضنا أصبحت أكثر دفئا. وهناك تغيرات ملحوظة مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والفيضانات، والجفاف، وانقراض أنواع من الحيوانات والنباتات، وتنسب هذه التغيرات فى الانبعاثات البشرية إلى الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقد أدت زيادة تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي إلى زيادة تدريجية في متوسط درجة حرارة سطح الكرة الأرضية. ووفقا للجمعية الأميركية للأرصاد الجوية، فإن هناك إمكانية كبيرة لارتفاع درجات الحرارة العالمية بنسبة ‪-7,4 3,5‬درجات مئوية في السنوات الــ100 المقبلة، علما بأننا نفعل القليل جدا لمنع ذلك. لقد فشل المجتمع الدولي في وضع نظام للتعاون الدولي ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، فما الذي يفسر هذا الفشل؟ ذكر الرئيس التنفيذي لمجلس قيادة المناخ، تيد هالستيد، أن »التعاون الدولي بشأن تغير المناخ يعوقه حزب واحد في بلد واحد.« ولقد أدى هذه التصريح إلى أن يتساءل عدد من الخبراء عما إذا كان الفشل في معالجة مشكلة تغير المناخ يمكن أن ينسب حقا إلى الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة. وعند التأمل بعمق، يبدو أن الوضع أكثر تعقيدا مما يتصوره هالستيد. هناك تقريبا 20 دولة مسؤولة عن أكثر من 70% من الانبعاثات العالمية. لكن الجهود لخفض تلوث غازات الاحتباس الحراري يجب أن تكون عالمية، طالما أن الآثار المدمرة لظاهرة الاحتباس الحراري تشمل جميع أنحاء العالم. حقيقة، إن الدول المتقدمة -خاصة الولايات المتحدة- هي المسؤولة عن جزء كبير من المشكلة، لكن هذا لا يعني أنه ينبغي أن تكون هي الوحيدة التي تحتاج إلى خفض الانبعاثات. وبالطبع، المفروض على الدول النامية أيضا القيام بدورها في هذا المضمار، إلا أن ذلك لم يحدث. فالهند التي تعد واحدة من أكبر بواعث الغاز المسببة للاحتباس الحراري في العالم، تبدو أنها غير مستعدة لتنفيذ جزء من التزامات انبعاث الكربون في المستقبل. وهذا التردد من جانب الهند يقف في طريق التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تغير المناخ، ويوجد الخلاف بين الدول النامية والمتقدمة في تفسيرات متباينة لمبدأ »المسؤوليات الأساسية المشتركة .« لذا، لا يمكننا تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ حتى تتم إزالة هذه العوائق التي تقف أمام العمل الجماعي العابر للحدود. ويتطلب تحدي تغير المناخ اقتناع جميع الدول بأن تغير المناخ يشكل تهديدا خطيرا لأمنها القومي. كما أن صعوبة إجبار الدول ذات السيادة على التعاون في هذا المضمار، سيظل تحديا سياسيا كبيرا للناشطين في مجال تغير المناخ. *أستاذ بجامعة أوكلاند للتكنولوجي­ا في نيوزيلندا - (ذا نيوز إنترناشونا­ل) – الباكستاني­ة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia