Al-Watan (Saudi)

ماري لوبان والشيوخ

عزة السبيعي

-

أتساءل عن ردة فعل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لو كان حاضرا في عصرنا، ويُشاهد هذا الاحتفاء الذي نالته زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي أثناء زيارتها إلى الشرق الأوسط، ليس فقط لكونه أمير المؤمنين، بل لإنسانيته، رضي الله عنه. قطعا لن يكون راضيا عن استقبال امرأة كُل هدفها في الحياة إبعاد أطفال ورجال ونساء هربوا من الموت إلى فرنسا الإنسانية والأخوة والحرية، ولا يدفعها إلى ذلك شيء سوى أنهم مسلمون. قد يكون هناك مبرر أن تُستَقبل من سياسيين، لكن ما المبرر ليستقبلها المفتي في مصر؟ ويقبل مفتي لبنان باستضافتها؟! هل هم براغماتيون لدرجة أن يظنوا أن مواعظهم ربما تؤثر على قلب ماري لوبان وتتحول إلى الإسلام أو على الأقل توقف تخويف فرنسا من الإسلام، وتهديد أطفال اللاجئين بالعودة لقصف النظام السوري؟! إن من المثير للحزن أن يعتقدوا ذلك، فليس العالم كله عربا تؤثر فيهم الخطابات العاطفية وقال الله وقال رسوله، خاصة كائنات مثل لوبان اقتلعت والدها بفضيحة من حزبها وجلست مكانه. على كل حال هناك شيء يتميز به اليهود ويفتقده المسلمون، وهو ما يجعل اليهود قوة محترمة ومُعتبرة في الغرب، وهو أن اليهود لا يُجاملون أحدا أساء ولو مازحا لهم، بل يعلنونها صراحة أنهم سيحاربونه في كل مكان، وأقرب مثال على ذلك ميل جيبسون الذي تحدث بالسوء عن اليهود وهو خارج وعيه في ساعة متأخرة من الليل، ليصدر إعلانٌ يُنشر في برنامج صباح الخير يا أميركا أن الشركات السينمائية التي يملكها يهود تعلن أنها لن تتعامل معه، وبمعنى آخر ستجعله يفلس. يجب أن تكون قويا مع هذه النماذج، خاصة في الغرب؛ عدم أخذ موقف ممن يحتقر دينك سيجعل العالم يتخذ موقفا ضدك، بدلا من أن يراجع نفسه وما قاله. على العموم لوبان قابلت مفتي مصر ولم تقابل مفتي لبنان، بسبب رفضها الحجاب، وخرجت بموقف قدرته النسويات في العالم، وهي التي لا يقدرها أحد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia