Al-Watan (Saudi)

الترفيه السينمائي الهادف والموضوعي حق مشروع

Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm

- مندل القباع

الترفيه عن النفس حق مشروع للكبير والصغير للذكر والأنثى للشباب والشيوخ، الترفيه البريء ضمنته الحكومات لشعوبها، لذا اهتمت الدولة ـ أعزها الله ـ بأن خصصت هيئة لهذا الترفيه، ولم يأت هذا التخصيص بين يوم وليلة، إنما بحث هذا الموضوع ودقق وفحص من جميع النواحي الدينية والثقافية والاجتماعي­ة، بما يتفق مع ثوابت هذا المجتمع وعاداته وتقاليده وخاصة الدينية منها، لذا أصبح الترفيه البريء مطلبا لشعبنا على هذه الأرض المعطاء، مثله مثل بقية الشعوب الأخرى، فالتنزه في البراري والصحارى يعتبر (ترفيها)، والجلوس في الحدائق والمتنزهات وممارسة الألعاب وخاصة للأطفال يعتبر (ترفيها)، وحضور المناسبات والأفراح بين الأفراد والأسر (ترفيه)، والجلسات العائلية (ترفيه)، وحضور المباريات ومشاهدتها (كرة القدم – الطائرة – السلة – التنس الأرضي – تنس الطاولة – ألعاب القوى) ترفيه، وحفلات السمر والمسرح (ترفيه)، والمسابقات الثقافية والندوات والمحاضرات (ترفيه)، واستفادة أيا كان موضوعها، (رسول هذه الأمة المحمدية عليه أفضل الصلاة والتسليم كما روي عنه كان يتسابق هو وزوجته (عائشة) ـ رضي الله عنها ـ (روحوا القلب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت).

وكانت قبل أربعين سنة تقريبًا (أفلام السينما) تعرض في بعض الأندية مثل (نادي الشباب – والنصر وغيرهما)، وهي أفلام ترفيهية ترفه عن النفس والوجدان بعد يوم من المشقة والتعب، وكانت هناك فيما أذكر محلات على شكل غرف تؤجر الأفلام السينمائية، وكذلك (مكنة السينما في حي المربع في مدينة الرياض التي بواسطتها يتم عرض الأفلام، ولم يكن هناك اعتراض في وقت كان الوازع الديني فيه أقوى تأثيرا من وقتنا الحالي، فالسينما آلة، وعرض المسلسلات والأفلام البريئة يرفه عن النفس أولاً، وثانياً قد تعالج بعض الظواهر والمشاكل الاجتماعية التي تحصل في المجتمع، هذه الظواهر والمشاكل قد تكون سلبية (مثل ظاهرة الطلاق – المخدرات – العنف الأسري – التعصب الرياضي – البر بالوالدين – احترام المعلم والمدرس – التفكك الأسري وغيرها من السلوكيات المضادة للمجتمع، وقد تكون هذه الأفلام (أرحم وأنفع مما تنشره بعض القنوات الفضائية عن طريق الأطباق المنتشرة في السماء بلا رقيب ولا حسيب، بعكس ما سوف ينشر في هذه الأفلام السينمائية)، سوف تكون هناك رقابة عليها بما يتفق كما قلنا مع ثوابتا (الدينية والثقافية والاجتماعي­ة والعادات والتقاليد). أما الزوبعة التي حصلت من بعض المتشددين والمتعصبين ضد ثقافة المجتمع وضد هيئة الترفيه وبرامجها المتنوعة من (سينما – وطرب وغناء الذي اختلف فيه بعض العلماء الشرعيين، فبعض هؤلاء المسيسين بالدين لم تثر حفيظتهم ضد التطرف والمتطرفين والغالين في الدين، قد يكون بعضهم ممن أسهموا في هذا (بمعسكراتهم وخيامهم وخطبهم ودعواتهم وتجمعاتهم، وشحنوا هؤلاء المتطرفين والغلاة ضد الدولة وأفراد المجتمع ومنشآت الدولة، فهم بهذه الزوبعة يتمسكون ويتشبثون بالقشور دون لب الإصلاح وما يفيد أنفسهم وأفراد مجتمعهم، فالإصلاح ثابت منذ قيام هذه الأرض ونزول الوحي على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وفروعه في السماء. أما الغث فيبقى مثل فقاقيع الصابون (وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين)، والله من وراء القصد.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia