Al-Watan (Saudi)

التحولات العسكرية بسورية تزيد التقارب الروسي التركي

- موسكو: أشرف الصاغ البحث عن تنازلات الملفات الاقتصادية

فيما أكد الرئيســان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيــب إردوغان، خلال اللقاء الذي جمعهما في موسكو أول مــن أمس، عــلى تطور العلاقات بين البلدين وتسارع وتيرة التعــاون بينهما في حل القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة الســورية، رأي خبراء روس أن تركيا تواجه صعوبات كثــيرة، مــن بينهــا تراجع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مشيرين إلى أن روسيا استثمرت ذلك جيدا في تحييد تركيا نســبيا في عدد من الملفات، وعلى رأســها منع أي صدام قد يظهر في الشــأن السوري.

وذهب الخبراء إلى أن الجانب التركي مضطــر للتقرب من روسيا، لأن أي صدام قد يؤثر على شــعبية الرئيس إردوغان في الوقت الحالي، كما أن روسيا تــرى وجود مصالــح لها مع تركيا على الأقل تكتيكيا، تتعلق برغبة روسيا في إكمال العملية التي بدأتها في سورية، وهو ما جعلها توافق على عملية »درع الفرات«، التي تقوم بها تركيا.

جاءت قمة بوتين –إردوغان على خلفية تحولات عســكرية ضخمة على الأرض في ســورية على الرغم من خلافاتهما حول مصير بشــار الأســد وآليات مرحلة الانتقال الســياسي في ســورية، والموقف من الأكراد الذين تدعمهم موســكو، بينما تعتبرهم أنقــرة خصوما ألداء للدولة التركية.

وفي الوقت الــذي تهتم فيه روسيا بإقناع إردوغان بتقديم تنازلات في الموضوع السوري، يســعى الرئيــس التركي إلى تقليل دعم موســكو للأكراد لمنع تشــكيل منطقة كردية في شــمال شرق ســورية، وكان الرئيس الروسي، قد أشاد عقب اللقــاء الذي جمعــه بنظيره التركــي، بالتعــاون الروسي التركي لتسوية الأزمة السورية، وكذلــك تعــاون البلدين في محاربة الإرهــاب، لافتا إلى أنه سيطبق قريبا قرارا بشأن إلغاء التأشيرات بين تركيا وروسيا.

ومن جانبــه، أعرب الرئيس إردوغان عــن قناعتــه بأن مفاوضــات القمة الروســية التركية ستســهم بنصيبها في تحســين الوضــع في المنطقة، مشيدا بتسريع وتيرة التعاون الــروسي التركي بشــأن أهم المشــاريع، مثل خــط أنابيب »الســيل التركــي« ومحطة »أكويو« الكهروذرية، مشــددا عــلى أن العناصر الأساســية للتعاون الروسي التركي تشمل اليوم قطاعــي الإنتاج الحربي والطاقة.

تنتظــر أوســاط الاقتصاد والأعمــال في روســيا وتركيا نتائج قمة بوتــين - إردوغان، التي بحثــت العديد من الملفات الاقتصادية، مــن بينها زيادة التعــاون الثنائــي في مجالات الاقتصــاد والطاقــة والثقافة والمجال العســكري، وتخفيف القيود التي تفرضها روسيا على القطاع الزراعي التركي.

وفي الوقت الذي شــارك فيه الرئيس إردوغان في الجلســة السادســة لمجلس التعاون بين روسيا وتركيا على مستوى القمة، ذكر الكرملين، أن جدول أعمال المجلــس تضمن بحــث تنفيذ المشاريع المشتركة، وخاصة بناء أول محطــة كهروذرية تركية بمساعدة روسية وبناء خط نقل الغاز »السيل التركي« من روسيا عبر البحر الأسود إلى تركيا.

وحســب مراقبين فإن أنقرة تأمل بأن تُلغي روســيا بشكل كامل القيود عــلى عمل الأتراك وأنشــطة الــشركات التركية، لتتمكــن الشركات الروســية صاحبة رأس المال التركي، والتي توظف حوالي 100 ألف شخص في روســيا، من الاســتمرا­ر في عملها.

وبخصوص المحطة النووية الأولى في تركيا، تعتزم روســيا التي تعاني من أزمة اقتصادية بيع جــزء مــن حصصها في المحطة، وبدأت بالفعل في إجراء لقاءات مع الــشركات التركية المهتمة. وتنتظر روسيا من تركيا منح المحطة صفة »اســتثمار إســتراتيج­ي«، لتجذب اهتمام المستثمرين إليها.

 ??  ?? الرئيسان بوتين وإردوغان خلال لقائهما بموسكو ( أ ف ب)
الرئيسان بوتين وإردوغان خلال لقائهما بموسكو ( أ ف ب)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia