كوريا الشمالية تتجهز للحرب النووية

تعمل كوريا الشمالية على تطوير مبدأ هجومي يعتمد على استخدام أسلحة نووية على نطاق واسع في المراحل الأولى من أي نزاع. حيث إنه عندما ترتبط تلك الخطوات الكورية الشمالية بالخطط الحربية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، تبرز أسئلة مقلقة حول وجود أزمة في شبه الجزيرة الكورية يمكنها أن تتحول إلى حرب نووية قبل أن يتسنى للرئيس دونالد ترامب الوقت لإطلاق تغريدة في هذا الشأن. في الماضي، كانت كوريا الشمالية تختبر كل صواريخها من طراز نو-دونغ انطلاقاً من قاعدة عسكرية واحدة قرب قرية تحمل الاسم نفسه، وكانت هذه الاختبارات مصممة لإظهار أن صاروخي سكود ونو-دونغ جاهزان، فيما كانت تلك التجارب اختبارات حقيقية وناجحة في هذا الصدد. إلا أنه في السنوات الأخيرة، بدأت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ سكود ونودونغ من أماكن مختلفة، وهذه ليست اختبارات للصواريخ، وإنما تمرينات عسكرية، في وقت تدرك فيه الأخيرة كل الاحتمالات حول اندلاع حرب نووية وشيكة. إن الكوريين الشماليين ليسوا خجولين من ذلك، حيث اختبروا العام الماضي صاروخ نو-دونغ، ومؤخرا أطلقت كوريا الشمالية أربعة صواريخ سكود مع قدرة على التحليق إلى مسافة 620 كيلومترا، فيما أظهرت الخريطة أن الصواريخ الأربعة الأخيرة سقطت على قوس يمتد إلى قاعدة المارينز الجوية قرب إيواكوني في اليابان، ولم يترك البيان الكوري الشمالي شيئاً للخيال، حينما قال إن التدريبات تعتبر القوة الإستراتيجية لوحدات هواسونغ المدفعية لجيش الشعب الكوري لضرب قواعد قوات المعتدين الأميركان في حالات الطوارئ. وفي الوقت الذي تجري فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناوراتهما العسكرية المشتركة الكبرى من نوعها المعروفة بـ«فرخ النسر« من أجل التدريب على رد استباقي لأي استفزازات من قبل كوريا الشمالية، يعلم الكوريون الشماليون أن هذه المناورات هي تدريب على إمكانية غزو بلادهم في أي لحظة، ولذلك يحاولون القول إنه إذا كانت مناروات »فرخ النسر« هي تدريب على الغزو، فإن بيونغ يانغ تتدرب على استخدام الأسلحة النووية لردع أي غزو محتمل ضد أراضيها.

- مجلة فورين بوليسي الأميركية