Al-Watan (Saudi)

تدريب 200 ألف مقاتل في المناطق المحررة

- جدة: ياسر باعامر تحولات الحرب

كشف تقرير ســياسي يمني صادر خلال مارس الجــاري، أن المملكة تقود التحالــف العربي لدعم الشرعية بتماســك كبير، كونها المشرفة على تحقيق الأهداف الإســترات­يجية لعاصفة الحزم، ومحل ثقة الأطراف المشاركين. وأشــار مركز أبعاد للدراسات والبحــوث في تقرير حمل عنوان »عامان على انطلاق عاصفة الحزم في اليمــن.. الثابت والمتحول«، إلى أن أهم إنجازات »عاصفة الحزم« هو تمكن الســلطات الشرعية اليمنيــة والتحالف العربــي منذ انطلاق العمليات العسكرية من تحقيق عدة مكاسب، أهمها تحرير مساحة واسعة من الأراضي، بما فيها معظم الأراضي في المحافظــا­ت الجنوبية والشرقية، وتأمين بعــض المناطــق الغربية المهمة مثــل مضيق باب المندب ومينائي المخــا وميدي. وذكر التقرير أن من المكاسب الإستراتيج­ية، التمكن من بناء جيش وطني بقــوام 200 ألف مقاتل، تلقى تدريبا عســكريا في المناطق المحررة، وفي قواعد عســكرية داخل وخارج البلاد، أهمها القاعدة العســكرية في إريتريا، وقاعدة على الحدود الســعودية اليمنية. فيمــا تلقى القادة العســكريو­ن والفنيون تدريبات مكثفة على يد قادة في التحالف العربي. وأشــار المركز إلى أن الاتجاه إلى تحرير ميناء الحديدة الإســترات­يجي، سبب حالة من الارتباك لقوات الحوثيــين، ومثل تأمينا لمضيق باب المندب من تهديدات الانقلابيي­ن الموالين لإيران.

أضاف التقرير أن خارطة الحرب خلال العامين الماضيين، تحولت لصالح الشرعية والتحالف العربي، التي حققت خلال العام الثاني لعاصفة الحزم تقدما كبيرا، حيث تمكن الجيــش الوطني من تأمين باب المندب من هيمنة الحوثيين، وســاهم في حماية ميناء المخا الإســترات­يجي، والتحــرك في عمليات متوازية شرقا وشــمالا، الأول باتجاه مدينة تعز الخاضعة لحصار الحوثيين منذ عامــين، والآخر باتجاه ميناء الحديدة الإستراتيج­ي الذي يُدر مليارات الدولارات إلى الحوثيين طوال ســيطرتهم عليه. في خارطة الحرب فقد تقدمــت الحكومة اليمنية لتحــرر المحافظات الجنوبيــة وجزءا من المحافظات الشــمالية باتجاه وســط البلاد، وانحسر الحوثيون في أجزاء مفككة في المحافظات الشمالية التي فُتحت فيها جبهات مثلت استنزاف للجماعة وحليفها »صالح« عسكريا في أكثر من جبهة حرب مصغرة، في وقــت يفقد الحوثيون وحليفهم المزيد من الأراضي.

لفت التقرير إلى عدة مؤشرات للخارطة العسكرية في اليمــن، أهمها تحرر الحكومــة اليمنية من حالة الدفاع المستمر، خوفا من سقوط المحافظات الجنوبية بيد الحوثيين إلى حالة الهجــوم، وتمكنت فعليا من بدء عمليات عســكرية داخل منطقــة نهم، ويظهر أن المعــارك تتجه حاليا نحــو منطقة محلي ووادي حريب القراميش لاســتكمال تأمين المناطق الخلفية للجيــش، بعد قطع طرق الإمداد بينها وبين صنعاء، واستكمال تحرير المرتفعات الصغيرة المحيطة بجبال يام من ثلاثة اتجاهات قبل الشروع في معارك تحرير أرحب المطلة على مطار صنعاء الدولي. ويورد تقرير مركز أبعاد للدراسات والبحوث، ملاحظتين مهمتين، تتعلقان بمتابعة ســير التقدم العسكري، الأولى أن التحــركات الحكومية منذ يونيــو الماضي تتصف بالثبات نحو تحرير البلــدات والقرى من الحوثيين دون تراجع بعكس المعارك السابقة التي كانت »كرا وفرا«، ومن الصعب وجود موقع إســتراتيج­ي واحد خضع لسيطرة الحكومة ثم أعاد الحوثيون السيطرة عليه، رغم محاولاتهم الحثيثة، وهذا يشير إلى درجة التدريب الذي تمتعت بها قوات الجيش الوطني خلال فترة عام ونيف والتجنيد داخل وخارج اليمن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia