Al-Watan (Saudi)

حرف دال

نحن والمشرّع الأميركي

- ياسر الغسلان

أعلم يقينا بأن هناك مجهودات تقوم بها عدة جهات معنية بتسليط الضوء على سياسة المملكة ومنطلقاتها الوطنية والإنسانية في أروقة القرار دوليا، إن كان ذلك من خلال ما تقوم به ممثلية المملكة في الأمم المتحدة أو السفارات المنتشرة في معظم العواصم، وهذا اليقين لا يأتي على أسس التمني والإيمان بحرص القائمين على هذه الملفات في توضيح صورة المملكة دوليا، ولكن من خلال متابعتي واحتكاكي ببعض القائمين على تلك المجهودات. الدور الذي تقوم به الدول في توضيح مواقفها والتأثير في أروقة القرار ليس بالأمر السهل، كما يتصور البعض، وليس أمرا يمكن أن يتبع منحى وطريقة واحدة على الدوام في تحقيق الأهداف، فالظروف التي تتحكم بقرارات الدول غالبا ما تتبدل وفق المصالح وطبيعة الأيديولوج­ية التي تحكم عقلية ذلك النظام أو تلك المؤسسة الحاكمة. في أميركا حيث أتابع التحركات التي تقوم بها الدول والتسابق الذي تنتهجه مع قدوم الإدارة الجديدة، وعلى وجه الخصوص الدور الذي تقوم به الدبلوماسي­ة السعودية في تقريب وجهات النظر مع الإدارة الأميركية الجديدة، والعمل بشكل لصيق معها في القضايا الملحة في منطقة الخليج والعالم بشكل عام، أجد أنه من الضروري تسليط الضوء على جانب مهم أجده إلى حد ما غائبا رغم قناعتي بأن هناك عملا بخصوصه في طور التشكل. علاقتنا مع الإدارات التنفيذية الأميركية عبر العقود الماضية كانت في مجملها إيجابية، رغم الاختلافات حول بعض الملفات التاريخية مثل قضية فلسطين، ومفهوم الحريات، ولازلنا نتطلع بشكل جدي وإستراتيجي إلى بناء علاقة قوية مع مؤسسات القرار الأخرى في الداخل الأميركي، وبالأخص مجلسي النواب والشيوخ، لتبديد حالة القلق والتوجس من المملكة ، نتيجة ضبابية السعودية كدولة ومجتمع في عقلية المشرّع الأميركي، وهو أمر لابد أن يتغير إن كنا نريد مستقبلا وشراكة مع الدولة الأهم والأقوى. من المعلوم أن المشرّع الأميركي هو الذي يضع العوائق أمام الرئيس في جميع قراراته الإستراتيج­ية، تماما كما كان الحال مع الرئيس السابق، عندما مرر قانون جاستا المسيء، رغم فيتو أوباما الذي لم يستطع تعطيله، وقرارات منع السفر للولايات المتحدة الأميركية التي أثارت الشرق الأوسط وأصبحت ترى على أنها امتداد لمنطق مثلث الشر الأميركي أصبحت تثير استفهامات من قبل المعادين لمحور الاعتدال الخليجي والعربي عن عدم ضم المملكة ودول أخرى لتلك القائمة! إن كنا استطعنا أن نعيد التوازن للعلاقات السعودية الأميركية، من خلال الزيارة المهمة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان، مؤخرا إلى واشنطن فإن العمل على خلق أجواء إيجابية مع المشرّع الأميركي الأكثر تأثيرا في المجتمع وفي السياسيات العامة يبقى هو التحدي الأهم الذي يجب أن نعمل على تحقيقه لضمان ديمومة في العلاقات الإيجابية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia