Al-Watan (Saudi)

بعد مرور أكثر من عشر أعوام على أحدث 11 سبتمبر، دخلنا إلى عالم مختلف وهو عالم التقنية الحديثة، وهنا بدأت حروبنا المحلية تظهر بشكل علني

-

أن يدعم رد فعل الجالية هو عدد المعتقلين من المسلمين والعرب الذين اعتقلوا بعد تلك الأحداث، في ظروف تشبه نهج الاعتقال الإداري المتّبع في غالبية البلدان العربية، والذي يتسم بالقمع والتعسف، والذين يبلغون آلاف الأفراد. إنني حتى الآن أنقل ما كتب في الصحف الأجنبية، عن هذا التحول العالمي من بعد الأحداث والتفجيرات في واشنطن ونيويورك، أما التحول الداخلي الذي حدث في المجتمع الخليجي والعربي، فهو دخول التقنية إلى عالمنا وهنا بدأنا الحرب الأخرى، فلم تعد أميركا أو إسرائيل بحاجة إلى الصراع معنا، فالصراع صار بيننا، وكل هذا بسبب سهولة توفر قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة، لم نعد نحتاج إلى الإرهاب لكي تختلف قيمنا، أو حتى لنقل صراعنا الخاص إلى العام، كل ما على الغرب الآن مشاهدة ما يحدث من خلال مقاطع الفيديو التي يقوم بتصويرها الشعب، وبالتأكيد حينها سيتأكدون أنهم ليسوا بحاجة على الإطلاق للدخول فيما بيننا، وتفتيت روابطنا الإسلامية.

فبعد مرور أكثر من عشر أعوام على أحدث 11 سبتمبر، دخلنا إلى عالم مختلف وهو عالم التقنية الحديثة، وهنا بدأت حروبنا المحلية تظهر بشكل علني، وأنا أعتبر أن وجود قنوات التواصل الاجتماعي هو انتقال آخر للمجتمع الخليجي والعربي، ولو أن هذا الانتقال شكل فارقا واضحا في المجتمع الخليجي أكثر من المجتمع العربي، الذي احتمى بالفيسبوك وصمد أمامه، غير ملتفت لبقية قنوات التواصل، إذن علينا أن نعي أن الخليج لديه الآن نقلتين مهمتين، الأولى هي أحداث 11 سبتمبر، والثانية ثورة توفر وسائل التواصل الاجتماعي، وأود أن أتحدث اليوم عن الحرب التي أعلنتها الفنانة البحرينية هيفاء حسين قبل يومين عبر حساباتها في »تويتر« و«إنستجرام«، وكان قد سبق إعلان حرب الفنانة حروب أخرى هنا وهناك، وستأتي بعدها حروب أخرى، فقنوات التواصل الاجتماعي تسمح وتغذي وجود هذه الحروب، سواء الإيجابية منها أو السلبية، وهو ما نعتمد عليه إذا أردنا أن نقيم حربا ضروسا ضد أحد، لنعد إلى الفنانة هيفاء حسين التي وضعت وسما #يسقط_الجمال_ لما؟ ووسما آخر عنونته بـ#شي_يفشل، وبدت تدون تغريدات تتحدث فيها بلوعة وحزن شديد على المشهد الإعلامي وما يحدث فيه من خلال العاملين في هذا الوسط، حيث جاءت إحدى تغريداتها تقول فيها »تتجرد المشهورة من المسؤولية، وتبدأ تأثر على المجتمع تأثير سلبي بسلوكيات غير أخلاقية وغير مقبولة«، وقالت »الإعلام رسالة والمفروض نوصلها بطريقة لا تسيء للعادات والتقاليد التي تربينا عليها«، كما كتبت على حسابها »إنستجرام«، »أنصح كل بنت ما تتأثر باللي تشوفه على السوشل ميديا من صور وفيديوهات سيئة ومقززة لحريم وأمهات عيال، رخصوا بأعمارهم وطلعوا للناس بشكل سيئ لسمعتنا كخليجيين، ويشوه صورتهم أمام الجمهور والمتابعين، يا حرمة على الأقل احترمي عيالج اللي هم أول ناس يتفشلون من تصرفاتج التافهه، وإذا ما يمهمونج عيالج، فكري في الأطفال والبنات المراهقات اللي متابعينج، هل هذي سلوكيات تبين تأثرين فيها على الأجيال؟ أستغفر الله بس.. أنا فعلا مشمئزة من الفيديوهات المنتشرة لبعض اللي يسمون نفسهم مشاهير، وهم فعلا الأشهر في التعري والرخص ونشر الفساد، أتمنى من الإعلام وقف هذه المهزلة والمرض اللي منتشر بيينا وشن حملات لتنظيف الساحة الفنية والإعلامية من بالأشكال.«

بعد أن قرأت عددا من تغريدات الفنانة المحترمة، أدركت الآن أن الغرب قد أنفق أموالا طائلة لكي يحاول أن يغير الطبيعة الديموجراف­ية والسلطوية والأخلاقية في الخليج تحديدا، ولم يكن يعتقد أن الأمر بهذه البساطة، مجرد جوال فيه شاشة فيديو، وإعلاميات وغيرهن يقمن بأداء مقاطع مخلة بالأدب، ومن هنا نبدأ القفز للتغيير التالي، كما حدث مع 11 سبتمبر.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia