الصحوة الواعية
Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm
مسكين هذا الوطن ومن الممكن أن أضيف، ومسكين هذا العالم العربي والإسلامي وما مر به من غفوات وصحوات خلال نصف قرن انتهت قبل 6 سنوات بهدير الجماهير في الشوارع، وبما سمي بالربيع العربي. ولا أعتقد أن هناك شعوبا غفت وصحت في العالم، كما شعوبنا في منطقة الشرق الأوسط، ووصل الأمر بمعاناتنا إلى أننا استيقظنا على أصوات مدافع 6 حروب شبه عالمية.
وفيما يخص مجتمعي فقد عانى من جميع تلك الحروب، وما تركته من آثار سلبية ما زال يعاني منها حتى اليوم، ولم تكتف تلك الأقدار بأخذ مجتمعي إلى تلك الأقدار السلبية فقط، بل زاد الطين بلة أنه دُعيِ وبُلِغ من جماعات مختلفة مثل »جماعة الدعوة والتبليغ وغيرها« منذ نصف قرن تقريبا، بأن يتبع طريق الجماعات، وصَدق البعض ذلك واتبعها وانتهى الأمر بمجموعة من المنفذين منهم باحتلال الحرم المكي الشريف وقضي الأمر بقتل الهالك جهيمان ومن معه من جنسيات عربية وكانوا بالمئات.
وبعد ذلك صحا مجتمعي وغيره من المجتمعات العربية الإسلامية بمناد يدعوه إلى أن الهالك جهيمان لم يكن على حق، وأن الطريق الصحيح هو طريق يُدعَى »طريق الصحوة«، وأن ذلك الطريق هو طريق موحد وصحيح للأمة الإسلامية كافة، ولكي نسلك هذا الطريق »طريق الصحوة« فإن علينا أن نسلك ممرين، ممر داخلي في البلدان العربية، وممر آخر عبر دولة إسلامية تدعى أفغانستان، بها ممر يدعى ممر الجهاد، وفعلا صدقت الشعوب ذلك وبدأت تسلك الممرين، لكي تصل إلى طريق الصحوة العالمي.
وبدأت الشعوب العربية تسلك ممر الصحوة الداخلية والذي كان مليئا بلافتات دعائية كثيرة نوجز منها ما يلي: - إن هذا الطريق هو طريق الحق السليم، وعليكم بالابتعاد عن الممرات الأخرى التي تقود إلى الضلال والفسق. - إن جميع الممرات الأخرى التي بها أناس يحملون لافتات مذهبية، كالصوفية والأشعرية والإسماعيلية والقاديانية والإباضية... إلخ وغيرهم ممن يحملون شعارات عصرية وتغريبية، كالحداثة والعلمانية والاشتراكية و.. إلخ، عليكم عدم الالتفات لهم، فإن هؤلاء سيقودونكم إلى طريق الكفر والهلاك. - إن سلكتم ممرا غير ممرنا فإنكم تخالفون أمر الله ورسوله وستدخلون النار. - إن أثناء سلوككم لطريق الصحوة وممراتها ستعترضكم أقوام تدعو إلى الفسق والفجور والضلال عبر الإذاعات الموسيقية والدشات الفضائية، فلا تصغوا لها، وعليكم بالاستماع لأشرطتنا المجانية التي ستقودكم في نهاية المطاف إلى الجنة. - إن العداوة من الآخرين الذين يسلكون طرقا عالمية بدواع دينية أخرى هي عداوة أبدية منذ نشأة الإسلام فلا تقتربوا منهم وأبغضوهم، وإن صح لكم فاقتلوهم. - إن هناك من سيحاول أن يغريكم بالطبقية الاجتماعية فلا تصغوا له، لأن طريقنا سيقودكم للأممية وإلى العالم الإسلامي الأوحد. - إن هناك مرشدين ودعاة وعلماء في تلك الممرات، كلامهم مقدس، وتأويلاتهم هي الأصح بين علماء الأمة منذ نشأة الدين وإن لحومهم مسمومة فلا أحد يلمسها وأطيعوهم. وقد سلكت الشعوب العربية الإسلامية الممرين، وانتهى الأمر بالسالكين إلى ممر أفغانستان أن تقاتل وذبح وفجر بعضهم البعض وما زال سكان الممر يعانون منذ أن سلكت الشعوب ذلك الممر منذ 35 عاما، أما السالكون للممر الداخلي فقد اشتعلت النيران بهم آخر المطاف في تفجيرات وقطع رؤوس، وما زالت النيران تشتعل في فروع الممر، والتي تدعى »بأزقة العراق، وسورية، وليبيا، واليمن .«
الشيء الذي أعتقد أنه قد يكون إيجابيا لتلك الشعوب التي سلكت ما سمي بطريق الصحوة، أن الأغلبية العظمى بدأت تصحو من سباتها على فكر من الوعي واليقظة، وأصبحت ترى من على البعد طرق الإصلاح وممراتها، فنسأل الله أن يحفظها ولا تتشتت بعد استيقاظ فكرها الذي اختطف لنصف قرن في العصر الحديث هذا.