Al-Watan (Saudi)

هل الدراسة مجدية في رمضان

- مندل القباع

كان الطلاب في شهر رمضان المبارك قبل حوالي عشرين سنة يدرسون في هذا الشهر، ويتبع ذلك دوام وعمل المعلمين والمعلمات والمراقبين والمراقبات، وكان الجميع في هذا الوقت يأخذون كفايتهم من النوم، ويصحون مبكرين استعداداً لليوم الدراسي، وكانت الدراسة ودوام هؤلاء الموظفين تسير بسهولة ويسر.

لكن في الوقت الحاضر، وبعد دخول الشبكة العنكبوتية بجميع شرائحها، وكثرة الأطباق الفضائية المنتشرة في السماء، والتي تبث القنوات المختلفة من جميع الدول العربية والأجنبية، وأصبح كل فرد صغيراً أو كبيراً رجالاً ونساء يحمل هذا الجهاز (الجوال) بجميع فصائله ليل نهار في مجالسهم ومناسباتهم، في أفراحهم وأتراحهم الكل (مطأطئ) رأسه، وبصره مشدود إلى شاشة هذا الجهاز، تكلم بعضهم فلا يرد عليك، وهكذا حياتهم، يجوبون العالم بأجمعه للاطلاع على ما يحصل فيه، حول الحياة بأكملها، وقد تؤثر على بعضهم سلباً في سلوكهم وتنشئتهم وتربيتهم، فما بالنا إذا دخل شهر رمضان المبارك بلياليه المباركة من عبادة وصلوات وتهجد وقراءة القرآن الكريم؟ فزيادة على (التحلوز) حول أجهزة الجوال سوف يكون الوقت مفتوحا في هذه الليالي المباركة للطلاب في التعليم العام والتعليم الجامعي. من لعب وسهر للأطفال في بيوتهم، والكبار مع أصحابهم في الاستراحات، ولن تجمعهم إلا (وجبة السحور)، فكيف سيذهب هذا الطالب أو الطالبة إلى مدرسته أو جامعته وهو لم ينم ولو ساعة واحدة؟ فكيف يكون التحصيل الدراسي والعلمي والاستيعاب وهو جالس على مقعده الدراسي والعلمي في الصف الدراسي والمدرج الجامعي؟ لن يكون هناك تحصيل أو استيعاب إلا ممن رحم ربي، وخاصة أن الامتحانات النهائية سوف تتم في هذا الشهر الفضيل، فنجد الكل قد داهمه النعاس والنوم، وتجده طوال اليوم الدراسي رأسه منحدر إلى الأسفل، وقد يستغل المقعد الدراسي للاستراحة والنوم.

وما ينطبق على الطلاب والطالبات ينطبق على المعلمين، وخاصة المعلمات والإداريات في مدارس البنات، وموظفات التوجيه والموجهات، والمعضلة هنا متى تخرج الموظفة من اليوم الدراسي؟ ومتى تصل إلى منزلها؟ وخاصة من تعمل منهن خارج مقر إقامتها في المدن، سواء في محافظة أو هجرة أو مركز، قد ينتهي اليوم النهاري وهي لم تعد لتحضر وجبة إفطار أسرتها.

فالدراسة في شهر رمضان المبارك بموجب لياليها المباركة التي يسهر الكل فيها حتى الصباح، ويدخل في هذا العبادات والتقرب إلى الله من صلاة التراويح والتهجد وقراءة القرآن، فحبذا لو ينظر في اليوم الدراسي في رمضان من قبل مسؤولي وزارة التعليم للحيثيات التي ذكرناها.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia