تبني معايير المحاسبة الدولية يعصف بفوائض الشركات السعودية

حتــى وقتٍ قريــب كانت معظم الشركات في الســعودية تتبــع معايير المحاســبة التي وضعتهــا الهيئة الســعودية للمحاســبين القانونيين، ولكن بدءا من 1 يناير من هذا العام، استخدمت الشركات المدرجة في تداول المعايــير الدولية لإعداد التقارير المالية.

ووفقا لتقرير نشرته مجلة فوربس فإن تكلفة تبني معايير المحاســبة الدوليــة تتمثل في وجود تأثير كبير على الموقع المالي لبعض الشركات الســعودية، حيث أعلنت الشركات المدرجة انخفاضا قــدره 4.9 مليارات ريال في فائضها المكتسب حتى الآن في هذه السنة.

وفقــا لفوربــس، فــإن التحذيرات من استخدام المعايير الدوليــة كانــت تتمحور حول صعوبة تطبيقهــا من النواحي الإجرائية، حيث أشــار بعض المتابعين في العام الماضي إلى أنه قــد لا يوجد محاســبون أكفاء بالأعــداد الكافيــة في المملكة، ولكن يبدو أنه قد تم تجنب هذه المشــكلة حتــى الآن على الأقل، حيث قالــت معظم الشركات إن هذه التغييرات تحدث بسلاسة، وبدلا من ذلك يبدو أن المشــكلة الأكبر هــي التقليصــات التي وضعتها الــشركات في فائضها المكتسب (نســبة الدخل الصافي الــذي تحتفظ بــه الشركة من أجل إعادة الاســتثمار أو سداد الديون). ووفقا للإرشادات التي وضعتها هيئة السوق المالية فإن على الشركات أن تبلغ عن أي آثار قوية ناجمة عــن تبني المعايير الدولية لإعــداد التقارير المالية فور معرفتهم بوجودها.

السبب الرئيسي للتقليصات المذكــورة حتى الآن هو الطرق المختلفــة في التعامــل مــع الانخفاض الدائــم في القيمة، حيــث إن المعايــير الدوليــة لإعداد التقاريــر المالية تتخذ موقفا أكثر تحفظا من معايير الهيئة الســعودية للمحاسبين القانونيين.

الشركة التي شهدت أضخم تغيير حتــى الآن، وفقا لما جاء في تقريــر فوربــز هي شركة معادن التي ذكرت في 3 أبريل، أنها احتسبت رسوم انخفاض القيمة بـــ2.9 مليــار ريال سعودي في أعمالها في الألمنيوم واستثمارها في شركة الصحراء ومعادن للبتروكيماويات، فيما كشــفت الشركة الســعودية العالميــة للبتروكيماويات إن تطبيق المعايــير الدولية لإعداد التقارير المالية سيتســبب في انخفاض قــدره 486 مليون ريــال ســعودي في فائضها المكتســب، وعدلــت مجموعة صافولا قيمت الفائض بـ330 مليون ريال سعودي.

أقــرت 14 شركــة بوجود انخفاض في الفائض المكتسب منذ بداية السنة، نتيجة لتبني المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، ليصل إجمالي خســائر التعديل إلى 4.9 مليارات ريال ســعودي، ورغم ذلــك يوجد رابحــون حيث ذكرت الشركة الســعودية لإنتــاج الأنابيب الفخاريــة في 20 مــارس، أن تطبيق المعايــير الدولية لإعداد التقاريــر المالية قــد نتج عنه زيادة قدرها 42.7 مليون ريال سعودي في أســهم المساهمين بالشركة.