Al-Watan (Saudi)

ابتسامة صفية

عزة السبيعي

-

الإسلامفوب­يا الذي أصبح موضة هذه الأيام في الغرب بمبررات لا تستند لأي منطق سواء أن الغرب قرر تكرار الكرة مع المختلف، فبعدما حدث لليهود ويحدث للسود جاء دور أكثر فئة في العالم الغربي لا ترتكب الجرائم وتحرص على التعليم. كتب جندي بريطاني قبل عام على صفحته في الفيسبوك لقد أصبت في العراق وبسبب تفجير داعشي فقدت ساقي، لكني عندما عدت إلى لندن وجدت أن من يوصلني للمستشفى مسلم، ومن يستقبلني عند باب المستشفى ممرض مسلم، ومن عالجني طبيب مسلم، ومن ساعدني على النقاهة والتدرب على المشي بالسيقان الصناعية مسلم فكيف أكرههم. في الحقيقة طار الناس في بريطانيا بجملته هذه وشكروه على إنصافه، وهو منصف، لكن لا أحد سأله ماذا كنت تفعل بالعراق، هل كنت توزع الورد مثلاً هناك؟. رغم كل العلم والمعرفة في الغرب إلا أنهم لازالوا بعيدين عن لب المشكلة، وقلة يشير إلى أنهم هم من ورطوا المسلمين في هذا الإرهاب، لكن ولا بد أن نعترف أن قلة أيضاً تؤذي المسلمين في الغرب، لكن صوتها عال وأذاها قوي وهم منظمون جداً ويكونون مجموعات تستخدم عبارات عاطفية وتمتلئ وطنية، مثل مجموعة بريطانيا أولاً ومجموعة ‪The English Defence League‬ EDL(( أو رابطة الدفاع الإنجليزية، وهي منظمة هدفها الدفاع عن بريطانيا من الإسلام وشريعته بإقامة المظاهرات في الشوارع، لكن مسألة التظاهر ليست سوى ظاهر الفعل، فالهدف من هذه التظاهرات هو تخويف الناس من شيء غير حقيقي هو الشريعة الإسلامية بادعاء أن المهاجرين المسلمين سوف يطبقونها، وأنه يجب إخراجهم قبل أن يصبحوا أكثرية تدير المؤسسات الرقابية والتشريعية. في يوم السبت الماضي خرجت EDL إلى مدينة برمنجهام لإقامة مظاهرة الكراهية، لكن الشباب المسلم أيضاً خرج ومن هؤلاء الشباب الذين ولدوا في بريطانيا، بل ولد آباؤهم فيها ليواجهوا هذه الكراهية بالمثل في ظل الشرطة البريطانية، لكن وحدها صفية قررت أن تخبر أحد أهم قادة هذه الجماعة أن هناك سلاحا فتاكا ضد عنصريته وكراهيته، وهي أن تبتسم عيناها بقوة في عينيه الغاضبتين، وأن تقف بثبات وسط قفزاته وتلويحاته ليلتقط مصور ما أسماه الإعلام البريطاني صورة الأسبوع، لتبرر صفية ثباتها بأنها ابنة برمنجهام وخرجت لأنها تنتمي لهذه المدينة، ولن تسمح لكراهيتهم أن تبعدها عنها. النائب البريطاني‪Jess Phillips‬ سأل البريطانيي­ن من تظنون أنه أقوى.. هذه الفتاة بثباتها أم هذا القادم من خارج المدينة ليحدد من ينتمي ومن لا ينتمي؟ هذه الابتسامة الجميلة هزت الجميع في بريطانيا ونوقشت كثيراً في البرامج الصباحية، وكشفت كم هي الكراهية قبيحة لدرجة أنها ترتجف أمام ابتسامة شابة مسلمة اسمها صفية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia