غزة تنتفض ضد حكومة الحمد الله
تواجه حكومــة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أزمة مع موظفيها في قطاع غزة، الذين تظاهر الآلاف منهــم في القطاع أمس، مطالبــين برحيل رئيس الحكومة. ودعا الموظفون الرئيس الفلســطيني محمود عباس إلى التدخــل العاجل بإلغــاء قرار أخير لحكومة الحمد الله بحســم مــا يصل إلى 30% مــن رواتب الموظفين. وفي قطاع غزة تظاهر عــشرات الآلاف مــن الموظفين الذين طلبت منهم السلطة البقاء في منازلهم، بعد سيطرة حماس على القطاع أواســط عام 2007. ومنذ ذلك الحين يلتزم الموظفون منازلهم ويتلقون رواتبهم، وهو ما أثار حفيظة عــدد من الدول الأوروبية التي تدعم الســلطة، وقررت توجيه مســاعداتها إلى المشاريع التنموية في غزة بدلا من دعم رواتب موظفين لا يعملون. وغالبية هؤلاء الموظفين من أنصار منظمة التحرير، حيث ســارعت حمــاس إلى تعيــين بدائل لهم، وتدفع لهم الرواتب.
تقول الحكومة الفلســطينية إنها تواجه صعوبات مالية كبيرة منذ أكثر من عامين، بعد انخفاض المساعدات الخارجية بنسبة تصل إلى أكثر مــن 70%، مما جعلها تتبنى سياســة تقشف. وفي هذا الصدد قال الحمد الله »الحكومة بــدأت تقليل المصروفــات منذ العام الماضي في الضفة الغربية، وكان القطاع الأول الذي تم البدء به هــو قطاع الأمــن، حيث تم تخفيض نفقاته بمقدار 25،% إضافة إلى تخفيــض ميزانيات العديــد من القطاعــات، نظرا لانخفاض المساعدات الخارجية بنسبة 70%، ونعاني أزمة مالية كبيرة«. وأضاف »رواتب موظفي قطاع غزة الأساســية لم تمس، وإنما تم خفض بعض العلاوات، وإبقاء بعض العــلاوات، حتى نستطيع إدارة الأزمة المالية التي نعانيها.
تابع الحمــد اللــه »نطالب حمــاس بتســليم قطــاع غزة للقيــادة الشرعيــة، فهي تجبي كافــة الإيــرادات ولا تنفقها إلا على عناصرهــا، بينما نحن نقوم بواجباتنا بالكامل تجاه أهلنا في القطاع، حيث تم صرف ما يقارب 17 مليار دولار خلال الســنوات العشر الأخيرة مــن الخزينة على قطاع غزة، ونؤكــد على تصميم القيادة على أنــه لا دولة في غزة ولا دولــة دون غــزة. وبــدأت احتجاجات الموظفين في غزة قبل أيام بالتصريحات إلى أن تحولت أمس إلى مظاهرة حاشدة، إضافة إلى نصب خيمة احتجاجية في أحد ميادين المدينــة. ويعاني القطاع مــن أوضــاع اقتصادية صعبة للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ أواسط عام 2007.