التحجيم المزدوج خطة أميركية لتقويض نفوذ إيران
تطورات جديدة مراجعة الاتفاق النووي
بينما شــهدت الآونة الأخيرة تصعيــدا أميركيا مبــاشرا ضد النظام الإيرانــي ووصفه بأكبر راع للإرهاب في العالم، واستئناف الكونجرس جلساته بالتصويت عــلى تشــديد العقوبــات ضد طهران، رجح مراقبون أن سياسة التحجيم المــزدوج التي تتبعها واشنطن ضد إيران وميليشياتها في المنطقــة باتت تؤتــي أكلها، خاصة بعد الضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة النظام السوري بريف حمص، واعتراف الأسد بأنه خسر نحو نصف قدراته الجوية.
وأوضــح مراقبــون أن هذه السياسة تكمن في حصار النظام الإيرانــي وميليشــياته وإعادة نفوذه إلى مربع ما قبل ســقوط النظــام العراقي عــام 2003، حيث تستند هذه الرؤية على لعب القاعــدة الأميركيــة في جيبوتي دورها من خلال تضييق الخناق على الميليشــيات في باب المندب، مــرورا بالحيز الجيوســياسي للخليج العربي والعراق وانتهاء بســورية ولبنان، مشــيرين إلى أن إدارة ترمب تفضل سياســة التحجيم المــزدوج بعكس رؤية أوباما التي تســتند على سياسة الاحتواء المــزدوج والتراخي مع التحركات الإيرانية. قالت تقارير إن التطــورات التي تشــهدها المنطقة، تؤسس لمرحلة جديدة من شأنها محاربة الإرهاب واجتثاثه، مشيرة إلى أن تركيا باتت تتجهز لإطلاق عمليات عســكرية في الشمال الســوري والعراقي بعد انتهائهــا من معركــة التعديلات الدســتورية، لافتــة إلى أن تركيا وحلفاءها من دول الخليج والولايات المتحدة، باتت ترى نفسها في خندق واحد ضد ما يعرف بالهلال الفارسي الطامح لتوسيع نفوذه في المنطقة. وكان الرئيــس التركي رجب طيب إردوغــان، قد اتهم إيــران مؤخرا بأنها تسعى لنشر نفوذها الفارسي أوضحت تقارير أن التصريحات التركية التصعيدية ضد طهران جاءت متزامنة مع التسريبات التي خرجت من بعض المواقع المقربة من شق الإصلاحيين في إيران، وتتهم روســيا صراحة بتهميــش دورها في ســورية مقابــل التضحيــات المادية والبشرية التــي قدمتها هناك طيلة 6 سنوات من الأزمة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر الوكالات المعنية مؤخرا، بمراجعة بنود الاتفاق النــووي، ومــا إذا كان رفع العقوبات على النظام الإيراني يصب في مصلحة الامن القومي الأميركــي، فيما اتهــم وزير خارجيته تيلرســون طهران بدعــم الإرهــاب في المنطقة وأنهــا ماضية نحو مســار كوريا الشمالية ما لم يتم ردع تحركاتها. على حســاب الدول الأخرى، واصفا تحركاتها في العراق بالمؤلمة، ومتهماً ميليشــيا الحشد الشــعبي بأنها منظمة إرهابيــة وينبغي النظر إلى من يقف وراءها.