إيران تراوغ وتواصل أنشطتها النووية
أكدت مصــادر داخل المعارضة الإيرانيــة، وجود مواقــع مخفية متوزعــة في إيران، لا تــزال تعمل بكامل طاقتها النووية، رغم توقيع الاتفاق النــووي معها عام 2015، وتعهدها بعدم المــضي في تصنيع القنبلة النووية. وكشــفت المصادر بعضا من الصور التي تم التقاطها في مواقــع بقيت مخفية عن الأنظار وبعيدة عن مفتشي الوكالة الدولية للطاقــة الذرية، خــلال حملاتهم الرقابيــة حــول وجــود معامل ومفاعلات نوويــة إيرانية. واتهمت مصادر المعارضة المؤسسة المسؤولة عن التخطيــط للقنبلــة النووية الإيرانية، وتدعى »سبند« بالتخطيط لمواصلــة النشــاطات المحظورة، بهدف إنتاج قنبلة نووية، مشيرة إلى أن المنظمــة المذكورة تواصل العمل في مراكز سرية تحتوي على أنشطة نووية. وبحســب مراقبين وخبراء، واصلت إيران في أنشطتها الإرهابية المزعزعة لأمن واســتقرار المنطقة حتى بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015 مع مجموعــة +1، 5حيث اســتمرت في تجاربها الصاروخية، إلى جانب دعم الميليشيات الطائفية للقتال في بــؤر التوتر، وتهديد أمن الملاحة البحرية في الممرات الدولية.
فيمــا اعتمــدت إدارة الرئيس الأميركي الســابق، بــاراك أوباما، سياســة احتواء النظــام الإيراني وفتح مســارات الحوار معه، تحول نهــج إدارة ترمب إلى التصعيد ضد أنشــطة إيران، وخنقها بالعقوبات الاقتصاديــة، لمنعها عــن مواصلة تحركاتهــا المشــبوهة، فيما كانت الضربــة الأميركيــة عــلى قاعدة الشعيرات السورية رسالة أميركية مبــاشرة، مفادهــا انتهــاء وقت المفاوضات مع إيران، والانتقال إلى سياسة الردع العسكري والسياسي. وكان الرئيس ترمب، قد انتقد خلال حملاته الانتخابيــة الاتفاق النووي الإيراني ووصفه بـ »البشــع«، في حين أمر الــوكالات المعنية مؤخرا بمراجعة الاتفاق، ودراسة ما إذا كان رفع العقوبات على طهران يصب في مصلحة الأمن القومي. أشــارت تقارير مطلعة في وقت سابق، إلى أن الأموال التي تم الإفراج عنها ضمن الاتفــاق النووي، ذهب جلهــا في دعم الميليشــيات الموالية لطهران في العراق، وسورية، واليمن وغيرها، بدليل اعتراف ميليشــيات الحوثيين في اليمن بالدعم الإيراني لها خلال معاركها ضد القوات الموالية للشرعية، في وقــت ازدادت معدلات الفقر وســط المواطنين الإيرانيين. وكان الرئيــس الســابق للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، قد اعترف خلال تصريحات إعلامية العام الماضي، بأن ســلطات بلاده لم تســمح للوكالات الدولية بتفتيش المراكز العسكرية، وهو ما يعني أنها لا تزال تخفي العديد من أنشــطتها النووية فيها، الأمر يعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية.