Al-Watan (Saudi)

جمال يسكننا وجمال يؤذينا ميسون الدخيل

- Maydkhiel@alwatan.com.sa

في دموع الحزن غرقنا... نسينا أن للدموع طعما آخر اسمه فرح! سارق الفرح مهرج، وزارع الحزن هجين! قد يُخنق الصوت وقد تُنفى الأحلام، لكن للروح روض خصب وتأبى إلا أن يكُسر الصمت ويُمحى الظلام، لن تنتهي أحلامنا طالما الإيمان يجري في العروق، فالله محبة والمحبة أقوى من سموم الكلام! إن كان لا بد وأن يكون هنالك نزيف فلننزف أحلاما تطبع ألف قبلة على جبين السلام، فليصفق من يريد للتفرقة للتبعية للظلام! سنرفض أن نستسلم... سنرفض أن نحمل معاصي الجاني، لن نقدم سوى المحبة، فجذورها ضاربة فينا، حين يسكن الجمال قلوبا يخسر الشر، والقبح على صانعه يرتد... فيؤذيه وتنجو من براثنه الضحية.

أحيانا عند اتخاذ قرار مواجهة تحديات الحياة خاصة تلك التي تعرف أنه يجب عليك أن تواجهها، تفاجأ بأن بعض الناس يتغيرون، بل قد يصبحون ضدك! هجوم غير مبرر، تقف مذهولا وتتساءل: كيف، ومتى، ولماذا؟ ولكن لن تجد إجابة منطقية! كل ما قد يأتيك عدم تًفهّم؛ لا عذر يقبل ولا حتى نداء يسمع، وبدلا من ورود الكلام تُستل خناجر وتطعن ذمم! أحزاب وفرق تقدم قرابين الولاء، شياطين في لباس الإنس تتنكر؛ زهد طيبة ورع وتصدر! كل من يريد أن يصعد يختار له ظهرا أو أكثر ليصعد عليها ويتبختر! بهدم بناء الغير يتباهى لا يهم أساس ولا جوهر! كالطاووس يستعرض ألوانه يُسعد وبزيفه يُبهر؛ منتج بلا فائدة تُذكر، وإلى الجحيم بكل مجهود مثمر!

محيت كلمة ضمير من قاموس اللغة العربية وحلت مكانها جملة »أنا ومن بعدي الطوفان«! للأسف سُعار وأصاب كل من يريد أن يظهر على حساب الثاني، من كثرة الوجوه برزت الأقنعة وأصبحت بألف لون ولون؛ الأخضر والبنفسجي والوردي، جمال الطبيعة تحول إلى غِيلان تؤذي! قلوب تجردت من المحبة تجري في دمائها الغيرة والحقد والحسد، أي نوع من النبض ينفذ ما بين مليون سد وسد!

يكرهون لمجرد أن أحدا ما يمتلك ما ليس بأيديهم أو حين يعتقدون بأنه لا يستحق؛ الثروة، النجاح، الشعبية، الأصدقاء، دعم الرؤساء... إلخ، وقد يكون لمجرد أنهم قادرون على العداء، أو لأنهم بحاجة للإثارة في حياتهم المملة، أو ربما لأنهم لا يشعرون بقيمتهم حتى يحبطوا أو يحطموا الآخر، بغض النظر عمن يكون! تعتقد أنك تعيش كابوسا؟ لا يهم، فهو كما أسميته مجرد كبوس وكغيره سينتهي، هل تعتقد بأنهم الأكثرية؟ على العكس هم الأقلية رغم ارتفاع أصواتهم، وهذا بحد ذاته دليل على قلة أعدادهم! يشغلون العالم من حولك ضجيجا وبالنهاية لن ترى خبزا أو تلمس طحينا!

بات الكذب يفرض فرضا بكل حروف الأبجدية؛ تحذف »قتل« ويكتب »أسعف« وتصفق بقية البشر! أبطال من ورق مع أول شرارة سيحترقون طال الزمن أم قصر، فهل رحم التاريخ من كان قبلهم حتى يتوقف عندهم ويتأثر! قد يأخذ الكذب سنينا طويلة، لكن ضوء الحق لا يأخذ سوى لحظات ليمحو الغربة ويعيد الألفة، ويعود الفجر بعد أن شُردت أنجم وحُذفت شمس وابتُلع قمر.

نعم سُجّل الكذب بأسماء الكراهية وسيضيع يوما مع من سطّر وكتب، وسيُحفر في القلوب السلام، وستضاء الأرواح بأحرف النور؛ هذه أبجدية وتلك أبجدية، وشتان ما بين الأصل والزيف! لن يُنسى صوت الضحك فصداه يتردد في الذاكرة، ومهما طال الزمن سيعود الابتسام والحق سيفرح وينتشي، ومهما تملك الخوف القلوب فالإيمان بالله أقوى وأبقى، فهو الناصر وهو المنتصر، نوره يحرر وفيض رحمته يدوم وينتشر، إن ركزت ثقتك وإيمانك بقدرته سبحانه لن يخذلك وسيرشدك، فنِعم الله لا تعد ولا تحصى، أولها وجودك من العدم.

ولتعلم بأن جدار الخوف إن أهمل تُشل الإرادة وتُسجَن، والمستقبل إن لم يُبن بالعلم برصاص الجهل يُعدَم! أطلق طاقاتك لا تهدأ واعمل على ذاتك لا تغفل، فعدوك يقظ لا يرحم، ينتظر ضعفك كي يهجم! أبدع من فكرك وتقدم، لا تحفل بماض وتندم أو تقف مكانك تتوهم، من ألم وظلم لا تيأس تابع مسيرتك كي تنجز، من يصمد ويثابر بلا كلل سيصل لأنه لا يُهزم!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia