الإسلاموفوبيا تتصاعد في الغرب منذ مطلع 2017
شــدد تقريــر مرصد الإســلاموفوبيا في الأمانة العامة لمنظمــة التعاون الإسلامي، على أن ظاهرة معاداة المسلمين والرموز الدينيــة الإســلامية ما تزال تدق ناقوس الخطر في الغــرب، خصوصا في الدول الأوروبية، إذ شهد الربــع الأول مــن العام الحالي تطورات عدة، تؤكد استمرار الظاهرة بقوة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ورصد التقرير، يناير وفبرايــر ومارس من 2017، والتي شهدت حالــة فوضى تجســدّت بعد تصريحات لمسؤولين أظهرت وكأن »الإسلام هو عدو الشــعب الأول«، كما تواصلت مع حظر دخول مواطنــين من عــدد من الدول العربية والإسلامية إلى الأراضي الأميركية.
قال التقرير، إن المساجد والمراكز الدينيــة التابعة للمســلمين تعرضت لـ7 اعتداءات مختلفة في عدة ولايــات أميركية خلال 3 أشهر فقط، كما تأججت الظاهرة في هذه الفترة في كل من: هولندا وفرنســا وألمانيــا وبريطانيا، جراء حملات يمينيــة متطرفة ضد المهاجريــن تزامنت مع فترة الانتخابات، والتي شهدت 10 حوادث تتسم بالعنصرية ضد المسلمين.
وشمل التقرير الدوري للمرصد، كندا أيضا، ضمن الدول التي شهدت حوادث معادية للمســلمين، وإن عُدّت الأقل مــن بين تلك الدول، وذلــك في أعقاب الاعتداء على مســلمين في كيبيك. وسياسيا، أوضحت نتائج المرصــد أن هولندا شــهدت هزيمة اليميني المتطرف المعروف بعدائه للمسلمين؛ جيرت وايلدرز، بعد فــوز مــارك روتي بالانتخابات العامة هناك، وذلك في مقابــل ازدهار اليمين المتطرف -سياسيافي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
أشــار التقريــر إلى أن حزب المستشارة الألمانية، آنجيــلا مــيركل، الاتحاد الديمقراطــي المســيحي -يمين وســط، بدأ لهجة حــادة ضــد الإســلام، استعدادا للانتخابات التي ستجري في سبتمبر المقبل، في مراعاة للمزاج العام.
وخلــص التقريــر إلى أنه رغم خســارة اليمين المتطرف في هولندا، إلا أن التصعيد الذي تمارســه أحزابه السياسية، وازدياد منافســتها عــلى مقاعد البرلمانات في أوروبا، باتت تدفع أحزاب اليمين الوسط إلى تبنــي جــزء كبير من اللغة المعاديــة ذاتها ضد المهاجرين والمســلمين في أوروبــا، بغية حصد مزيد من المكاسب السياسية. ألقى التقريــر الضوء على قرارات ومشــاريع قرارات تم تدارســها، أو جــرى إقرارها بالفعل في ســائر دول أوروبا على مدى السنوات، منذ 2003 وحتــى مطلــع 2017 الحالي، وشــملت حظرا جزئيــا أو كليا على ارتداء غطاء الــرأس والوجه في أماكــن عامــة، أو حتى مغلقة.
واســتعرض التقرير قائمة بتلك الدول وتفصيل قراراتها، ضمــت: ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا والنمسا.
أما اللافــت في التقرير، أن محكمــة العــدل الأوروبيــة أجازت في 14 مــارس الماضي قــرارا يمنــح الــشركات حرية منع الموظفات من ارتداء الحجــاب أو النقــاب في العمل، الأمــر الذي عدّه التقريــر منعا شــاملا لارتداء الحجاب في أوروبا، والذي أســفر عن مضي 12 دولة أوروبية في قرار منع الحجاب والنقاب في دول أخرى، مثل: إسبانيا وإيطاليــا وســويسرا والدنمرك وبلغاريا ولاتفيا وإستونيا وألبانيا.