Al-Watan (Saudi)

قيادات تعليمية بين أكسفورد وهارفرد خذ لنا صورة

عزة السبيعي

-

أقحيدناالأ­نسلئلةا نفسيإياهاق­بل أيام، وأنا أتصفح الصور التي نشرتها الصحف السعودية عن برنامج القيادات التربوية، والذي تعده جامعة هارفرد، والذي وصفه مراسلو وزارة التعليم بأنه يأتي استجابة لأهداف الرؤية واستراتيجي­اتها، كان: أين قرأت عن برنامج كهذا للقيادات التربوية السعودية وفي الخارج، لكن قبل أن تفكر قياداتنا في إنقاذ بلادنا برؤية 2030؟ ووجدت الإجابة أنه برنامج جامعة أكسفورد للقيادات التربوية سنة 2011، في الفترة الذهبية لوزارة التعليم، والتي أطلقت سلسلة الرحلات المكوكية للتعرف على تجارب الدول وتدريب القيادات… إلخ. تلك السنوات التي كتب عنها الكثيرون، وعن ذلك الهدر الغاشم لميزانية الوزارة في التعرف على التجارب التعليمية، والذي تزامن بالمناسبة مع حريق مدرسة توفيت فيه ثلاث معلمات، وسقوط بوابة على طالب ابتدائي فتُوفِي فورا… إلخ. هل حققنا نتائج جيدة بعد تلك البرامج أو لم نحقق، فقررنا إعادتها، لكن بدلا من أكسفورد ستكون هارفرد؟ لكن هارفرد سقطت في الترتيب هذا العام والتعليم الأميركي نفسه سقط وحقق نتائج سيئة، بل إن هناك ملاحظة مهمة، أرجو منكم وضع خط تحتها، تلك القيادات التي حظيت بهذه البرامج مسؤولة تماما عن نتائجنا العام الماضي في المقاييس العالمية، والتي بينت ترنح تعليمنا بعدما أظهرت النتائج في عام 2011 أنه بدأ يلتقط أنفاسه. كما أنهم، ولا شك، مسؤولون عن الوضع الذي يلمسه الآباء من تردي مستوى مهارات أبنائهم، بل ومسؤولون عن التردي في القيم، وحتى الوسم الذي تناول قيادات التعليم أيضا، وعدّه التربويون مؤشرا خطيرا على تردي مستوى قيم الاحترام والأدب عند الطالب السعودي. دعوني أنتقل من هذا الكلام الموجع إلى تجارب جيراننا الأقرب؛ الإمارات وقطر في تدريب المعلمين والقيادات. إنهم، وعلى الرغم من محدودية مساحتهم وأعداد الهيئات الإدارية والتعليمية والجامعات لديهم، عدّوا تدريب تلك الكوادر واجبا دائما وليس مؤقتا، يغطيه برنامج تدريبي مع رحلة سياحية، بل أنشؤوا مركز تدريب للقيادات يستمر طوال العام بمبالغ غير مكلفة، ويحضرون هم الخبراء من كل جامعات العالم ليقدموا العلم لأكبر عدد من القيادات بتكاليف أقل بكثير من رحلة واحدة لخمسين أو ستين قياديا. قطر لديها مركز قطر للقيادات، ويقدم ثلاثة برامج في الدوحة وعلى يد خبراء في القيادة. الإمارات قدمت فيها جامعة حمدان بن محمد الذكية دبلوما مع اليونيسكو، يتطلب حضور الطلاب أسبوعين وجها لوجه، ثم لـ28 يتلقون وهم على رأس العمل محاضرات أسبوعية »أون لاين«، وبالمناسبة في هذا البرنامج استعانت اليونيسكو بالدكتور خالد الشهراني ليكون أحد الخبراء فيه، وهو شاب سعودي وأستاذ في كلية الجبيل الصناعية بالهيئة الملكية، فهل سمعت به وزارة التعليم !! من له علاقة بعِلم التدريب يعرف أن التدريب المتقطع والموظف على رأس العمل هو الأفضل، إذ يحصل على جرعات يطبقها ثم يبني عليها مهاراته ومعرفته، وهو ما يؤمن به الرجال العاملون في قطر والإمارات، وهذا دليل على أنهم مواكبون للحدث في المشهد التدريبي، وعلى علم بكل الاستراتيج­يات الحديثة فيه، بينما غيرهم يفكر في خبر ينشر في صحيفة تبرق كلمات التقدم والتطور فيه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia