Al-Watan (Saudi)

حقيقة قمع مسلمي الصين مرة أخرى

-

كتبت قبل عدة أشهر عن حقيقة قمع مسلمي الصين، وذكرت حينها أنه لا صحة للأخبار المتداولة بشأن محاربة الحكومة الصينية للديانة الإسلامية المتداولة في بعض المواقع الإخبارية العالمية والمواقع الإسلامية العربية، وأن تداول هذه الأخبار هي مجرد حركة سياسية يقوم بها بعض معارضي استحواذ الصين على تركستان الشرقية التي تعتبر من عام 1949 أحد أهم الأقاليم الصينية، تحت مسمى »شنجان«، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن ما زالت تصلني ردود معارضة للمعلومات التي ذكرتها حينها.

وآخر هذه الردود كانت من السيد توختي اخون اركين مؤلف كتاب – قراءات في قضية تركستان الشرقية- ورغم أن رده جاء في 7 صفحات إلا أن كل ما ذكره باختصار أن الحكومة الصينية لا تعدل ما بين مسلمي الصين شنجان ومسلمي الخوي الذين يعتبرون من القوميات الصينية الأصلية، ويتمركزون في المقاطعات الغربية، مثل يوننان وجنغهاي ونينغشيا ومنغوليا الداخلية، وتجاهل في رده هو وجميع من تفضلوا بالرد على المقال وأهمهم »عبدالله فدعق الكاتب بصحيفة الوطن السعودية« أن يذكروا أن ما تمارسه الحكومة الصينية من إجراءات أمنية في إقليم شنجان ليس له علاقة بمحاربة الأديان، أو بحقيقة قمع الديانة الإسلامية أو المسلمين في شنجان، بل هو إجراء اعتيادي تقوم به أي دولة ضد أي منطقة تكثر فيها عمليات المعارضة ومطالبات الانفصال.

يقول الدكتور عبدالله فدعق: إنه يجب على الحكومة الصينية أن توقف التدخل في صلاة وصيام مسلمي إقليم »شنجان«، وإعطائهم الحرية الدينية وعدم التضييق عليهم، وفي الحقيقة إن الحكومة الصينية لا تمارس أي إجراءات تمنع مسلمي الصين في إقليم شنجان أو غيره من ممارستهم حريتهم الدينية، بل كل ما فعلته الحكومة الصينية هناك هو إجراءات عسكرية واستخبارات­ية لمنع تكرار المظاهرات والثورة المسلحة المطالبة بالانفصال عن حكومة الصين التي قام بها عام 1990 مجموعة كبيرة من شباب مسلمي شنجان بعد تجهيزهم في المساجد وتجييشهم من خلال منابرها في غفلة من أجهزة الأمن الصينية، مما اضطر الجيش الصيني للتدخل وقمعها، وخلّف ذلك المئات من الجرحى والقتلى، وتبعها بعد ذلك عملية تفجير في مركز شرطة، ومحاولات قيام ثورات، كان آخرها عام 2009، اعتقل على إثرها أكثر من 10 آلاف شخص وتوفي 190 من المتظاهرين، وبطبيعة الحال في أي دولة كانت مهما كانت ديانتها فإن الحكومة ستقوم بمراقبة منابرهم وتجمعاتهم الدينية وفرض بعض الإجراءات لمنع أي ثورات معارضة وهذا حق طبيعي وشأن داخلي يجب احترامه، وعدم تأجيجه في وسائل الإعلام بحجة محاربة الأديان.

ما تقوم به الصين من إجراءات أمنية في إقليم شنجان مواز تماما بل ومتشابه لحد كبير مع الإجراءات الأمنية التي تقوم بها في إقليم التبت الصينية التي تكثر بها مطالبات محاربة لديانة البوذية التبتية »اللامية« التي يعتنقونها، وقاموا بتجييش العاطفة الدينية وكسب تعاطف منظمات حقوق الإنسان لتحقيق مكاسب سياسية، ولتحقيق استقلال من الحكم الصيني الذي تقمعه الحكومة الصينية وبقوة، ولا تلتفت لأي مطالبات بهذا الخصوص، بل وعند استقبال

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia