ملامح ترسم عودة واشنطن إلى تحالفاتها التاريخية
كشفت الإدارة الأميركية الجديدة، منذ وصولهــا إلى الحكم مطلع العام الحــالي، تحولا بارزا في سياســاتها الخارجية، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، إذ ركزت على ملاحقة الأنظمة المتورطــة في دعم الإرهاب، والتي تمدد نفوذهــا بفعل التراجع الكبير وسياسة غض الطرف من إدارة بــاراك أوباما الســابقة. كما أعادت التحالفات التاريخيــة بين الولايات المتحدة وشركائهــا في دول الخليح العربي ومنطقة الشرق الأوسط عامة، بما فيها تركيا، ومصر، وغيرها، فيما تعتمد السياســة الجديدة على اتخاذ السعودية مرتكزا لبسط الاستقرار في المنطقة.
وأكد مســؤولون أميركيون هذه السياســة الجديدة، إذ شــدد وزير الخارجية ريكس تيلرســون، خلال لقائــه مجموعة من رجــال الأعمال الأميركيين والســعوديين، أن الشراكة بــين البلدين تمتــد إلى أكثر من 70 عاما، منتقدا في الآن ذاته، السياســة الإيرانية المصدرة للإرهاب والتطرف لأكثر من دولة. كما جاءت تصريحات تيلرســون، بالتزامن مــع ما قاله وزيرالدفــاع الأميركي، خلال زيارته الســعودية مؤخــرا، إذ أوضح أن الرياض تشكل دعامة الإطار الأمني في المنطقة، وأن أي مشكلة في المنطقة وراءها إيران.
نقلت صحيفة جارديان البريطانية عن مصادر، التأكيــد على أن وزارة الدفــاع الأميركية تدرس زيادة الدعم للتحالــف العربي، وذلــك لإجبار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على وقف إرهابها وعودتها إلى دائرة الشرعية.
كما أشار مراقبون إلى أن سياسة ترمب تختلــف إلى حد كبير عن التي اتبعها ســلفه، باراك أوباما في كثير من القضايا المحورية، إذ سعى الأخير إلى انتهاج سياســة الاحتواء والتهدئة مــع طهــران، نتج عن ذلــك إبرام الاتفاق النووي الذي شــابَهُ كثير من التجاوزات والثغرات لمصلحة إيران. شــملت التحولات في السياســة الجديدة، إعادة التوازنات والتحالفات الإســتراتيجية مع كل مــن الصين وتركيا ومصر، باعتبار ثقلها السياسي والعسكري، إذ ســعت إدارة ترمب إلى توثيــق علاقتهــا معهما في إطار التنسيق الثنائي في مكافحة الإرهاب، وسبل حل الأزمات السورية والعراقية والليبيــة، بما يتوافق مــع طبيعة المرحلة الراهنة.