Al-Watan (Saudi)

القناة الأولى

- صالح الشيحي

ليست هناك وسيلة إعلامية نالت من النقد الساخر كما تعرضت له القناة الأولى في التلفزيون السعودي. ولو أن التعليقات أو المقالات التي تناولت القناة بالسخرية كانت بنّاءة أو داعمة للقناة، لحافظت على كونها الخيار الأول للعائلة السعودية. القناة الأولى لا تنقصها الخبرات. يقف على رأسها اليوم زميل إعلامي محنّك وخبير، هو الدكتور »محمد با ريان«، الذي يعدّ من أبرز القيادات الإعلامية العاملة في برج التلفزيون »الصورة الرمزية للإعلام السعودي .« لكن، ماذا تنفع الخبرات والرغبات دون قدرات. التطوير ليس خبرة ورغبة، بل مالٌ. دون المال لن تستطيع تطوير بقالة على ناصية شارع، فكيف تستطيع تطوير قناة رسمية. أعلم أن هناك من سيقول، إن الناس تجاوزوا قنوات التلفزيون السعودي، لكن الواقع ولغة الأرقام والمناسبات الحكومية تقول عكس ذلك. قلت هنا قبل أكثر من عشر سنوات -تحديدا عام -2007 إنني أعرف كثيرين على الرغم من هذا الانفتاح الفضائي، ما يزالون يتابعون القناة الأولى، ويمنحونها الرقم 1 في برمجة التلفزيون الخاص بهم، وأعرف من يعدّ مشاهدة القناة بالنسبة له نوعا من الإدمان. وهناك، ولست مبالغا، من يُكذّب كل قنوات الدنيا ولا يصدّق سوى القناة الأولى، وهناك من لا يمتلك خيارا آخر سواها، وهناك من يعدّها مصدرا رئيسيا للخبر الرسمي، وأظنكم تعرفون ما هو أكثر مما ذكرت. على طاولة الوزير الجديد الدكتور عواد العواد، كثير من الآمال، إذا أردنا قناة منافسة وقوية لا بد من توفير ميزانية خاصة للقناة، بصلاحيات كاملة لمدير القناة، الذي يثق كثيرون بقدراته وخبراته، ولا بد -وهذا المهم- حماية القناة من التدخلات في مضمونها، إضافة إلى تهيئة أستوديوهات حديثة. من المعضلات الأخرى التي تواجه القناة الأولى، ضعف الدخل المادي للعاملين في القناة. لا يخفى عليكم يا وزير أن المذيع في قنوات أخرى يتقاضى عشرة أضعاف ما يتقاضاه المذيع في القناة الأولى. ضعف المردود المادي للقناة والمذيع -على حد سواء- عقبتان أمام المنافسة. البارحة حظيت القناة الأولى بدعم معنوي، من خلال منحها حق عرض لقاء ولي ولي العهد، يتبقى الدعم المادي.

salehalshe­hi@alwatan.com.sa

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia