Al-Watan (Saudi)

ماهو البلد المرشح للخروج من أوروبا بعد بريطانيا

-

خلال عامين، ستغادر المملكة المتحدة رسمياً الاتحاد الأوروبي، وتكثر تساؤلات الأوروبيين عن البلد الذي سيلحق ببريطانيا. وجمهورية التشيك تواجه مداً مناهضاً لأوروبا، ومشاعر معادية للهجرة بدأت منذ أن انضم هذا البلد في وسط أوروبا للاتحاد الأوربي عام .2004 فيما تتجه الأنظار إلى فرنسا وهولندا، نظراً لوجود حركات قوية فيهما تشكك بجدوى الوحدة الأوروبية، وتدعمها أحزاب مناهضة للهجرة، يعتبر شرق القارة العجوز هو المصدر الأكبر للخطر على الاتحاد الأوروبي. إن جمهورية التشيك تواجه مداً مناهضاً لأوروبا، ومشاعر معادية للهجرة بدأت منذ أن انضم هذا البلد في وسط أوروبا للاتحاد الأوروبي، عام 2004، حيث يعارض ثلثا التشيك قبول لاجئين، وأظهر استطلاع أجري عام 2015، أن 94 % منهم يفضلون إغلاق الحدود نهائياً، وقد استثمر ساسة تشيك تلك المشاعر، مع تنامي عدد المرشحين لانتخابات عامة تحت شعار »مناهضة الهجرة .« لقد تسببت تلك الكراهية للهجرة بعداء حيال دول أعضاء تفضل سياسة الهجرة المفتوحة، وخاصة ألمانيا، وزيادة العداوة حيال الاتحاد الأوروبي ذاته. ويمثل هذه المشاعر الرئيس التشكي ذاته، ميلوس زيمان؛ الرجل الذي وصل إلى السلطة عام 2013، في إطار تحول في سياسات براغ صوب الغرب، ولكن مع تنامي الاستياء الشعبي حيال الاتحاد الأوربي، بدّل زيمان أولوياته. واليوم، يواجه هذا السياسي كراهية شعبية متزايدة حيال النخبة السياسية. بعد الانتخابات الأميركية، قال الرئيس التشيكي إننا جد سعداء بفوز ترامب، بوصفه شعوراً لم يشاركه فيه عدد كبير من الزعماء الأوروبيين. وفي تحديه لذلك المعيار، سلط زيمان الضوء على اعتقاد متنامٍ داخل جمهورية التشيك يقضي بأن العلاقات مع بروكسل لم تعد أساسية. بالرغم من كون النقاط التي ينتقد فيها زيمان الكتلة الأوروبية مثيرة للجدل، وخاصة دمج لاجئين مسلمين، والتي يعتبرها زيمان »مستحيلة«، فإن هناك مشاكل سببها مسؤولو بروكسل وستراسبورغ لأنفسهم. من تلك المشاكل، اعتقاد المستقلين الأوروبيين، ومنذ عام 2004، عند ضم دول من الكتلة الشرقية سابقاً، أن تمويل البنية التحتية والقطاع الزراعي في تلك الدول سيجعل قادتها يميلون إلى سياسات بروكسل، ولكن عندما طالب وزير خارجية التشيك، لوبومير زاو راليك باستقالة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر بعد التصويت على بركزيت، تم تجاهله، ولو أن دعوة مشابهة صدرت عن فرنسا أو ألمانيا، لربما كانت أدت إلى الاستقالة. يبدو أن الانقسام بين الشرق والغرب واضح بصورة تتعدى مجرد الاستياء من الاتحاد الأوروبي، بل تتجسد من خلال علاقات مع دول غير أوروبية. حيث إن ثاني أكبر شريك تجاري لجمهورية التشيك هو الصين بعد ألمانيا. ويعود تاريخ تلك العلاقة إلى عام 1949، عندما اعترفت جمهورية تشيكوسلوفا­كيا القديمة بجمهورية الصين الشعبية، وهو قرار اتخذته أميركا بعد 30 عاماً. كما منع الاتحاد الأوروبي دوله الأعضاء من عقد صفقات تجارية مستقلة دون موافقة الدول الأعضاء الـ 28، مما قاد إلى حالة شاذة عندما وقعت آيسلاندا البلد الذي يقطنه 300 ألف نسمة، اتفاقية تجارة حرة مع الصين، فيما بقيت الدول الأوروبية الأخرى خارجها. في حال لم يطور الاتحاد الأوروبي قابليته لتوسيع الضم السياسي لدول وسط وشرق أوروبا، فإن الثقة المتداعية بين بروكسل وتلك الدول قد تنهار تماماً، وقد يقرر بعض أحدث أعضائه التخلي عنه. عضو في مؤسسة يانغ فويسيس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia