Al-Watan (Saudi)

ألف ليلة وليلة

- عبدالله العقيل

المتأمل في فتاوى المرأة يجد أن غالبيتها تدور حول فكرة واحدة وهي: تحريم أي وسيلة »قد« تقود المرأة لفعل الخطيئة. الممانعون لا يسعون إلى تربية الفتاة مثلما يسعون إلى محاولة قطع كل الطرق عليها خلال التحريم أو المنع. وقد قالها بصراحة أحد الشيوخ عند سؤاله عن قيادة المرأة، فعلّق: إن قادت المرأة وأخذت حريتها، فلن يمنعها أحد من الخروج مع فاسد. فكان الحل عنده هو التحريم لأنه ببساطة لا يثق فيها. هذا الفكر يذكّرني بقصة »ألف ليلة وليلة«، وهي من روائع الأدب الشرقي. القصص في هذا الكتاب غالبا تدور حول قضية واحدة، لن أقولها، ولكني سأورد أول قصة في هذا الكتاب لنعرف عنها أكثر. يحكى أن الملك شهريار وأخاه الملك شاه زمان، حزنا حزنا عظيما بعد أن عرفا بخيانة زوجتيهما وقررا السفر بعيدا. وبعد أن أعياهما الطريق قررا الجلوس إلى شجرة بجانب البحر، في مكان لا إنس فيه ولا جن، وبعد ساعة من النهار هاج البحر وطلع منه عمود أسود ضخم صاعد للسماء. فخافا وصعدا الشجرة، وإذا بمارد كبير على رأسه صندوق يقف فوق العمود. أتى نحو الشجرة وفتح الصندوق وأخرج منه علبة كبيرة، فتحها وخرجت منها صبية كأنها البدر من حسنها وجمالها. جلست الفتاة تحت الشجرة، فتوسد المارد رجلها ونام، فرأتهما ودعتهما بالإشارة لينزلا من الشجرة حتى لا يقوم المارد، وأخرجت لهما عقدا فيه 570 خاتما، وقالت: هذا المارد خطفني ليلة عرسي ووضعني في علبة، والعلبة في صندوق، ضرب عليه سبعة أقفال وجعله في قاع البحر، وهذه الخواتم هي عدد من واقعني في كل مرة ينام فيها المارد تحت الشجرة. فأعطياني خاتميكما. إن المرأة منا إذا أرادت أمرا لم يغلبها شيء. انتهت القصة، وأتمنى أن تكون حاضرة في كل مرة نحرّم فيها مباحا على المرأة بحجة المفسدة.

abdullah_akeel@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia