Al-Watan (Saudi)

سليمان العيدي

-

ثلاث مناسبات متتالية دُعيت إليها، من بعض الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة لحضور تخريج دفعات متنوعة من أبناء جيل الرؤية، الذين ينتظرون دورهم في عطاءات الوطن، من خلال تخصصاتهم وتنوع جامعاتهم.

وسعدت كثيرا وأنا أتابع الخطوة الجريئة لوزارة العمل، بمنعها تأشيرات أطباء الأسنان لإحلال الطاقات البشرية ومخرجات الجامعات السعودية التي تزف للوطن هذه الأيام آلافا من خريجي التخصصات الطبية وغيرها، ممن ينتظرهم الوطن الذي بذل لهم كل تسهيل ليأتي قطاف العمر.

هذا اليوم، بل هذا الشهر كله موعدٌ للوطن مع أبنائه في لحظات فرح تعم الأسرة وأفرادها في مناحي المملكة، ويشكر الإعلام التواصلي الجديد الذي ينقل الحدث لحظة بلحظة أمام المبتهجين بهذا النجاح.

وعَوْدا على قطاع العمل والطب، فقد كان موعد جامعة الملك سعود للعلوم الصحية مع الدفعة الرابعة عشرة، والتي احتفلت بتخريج أكثر من ألف طبيب وطبيبة في كل من الرياض والأحساء وجدة، رعاها وزير الحرس الوطني، في فرحة عشتها كغيري من أولياء الأمور، ليسجل يوم التخرج يوم تحول حياتي لهؤلاء الطلبة والطالبات على مستوى المملكة، ومناشدة لمخططي الرؤية والتحول الوطني الذين أخذوا في حسبانهم بالتأكيد يوما كهذا، والذي يحتفل الوطن بأبنائه مع أسرهم في توزيع خارطة العمل والتنوع الوظيفي، إن كنا نريد احتواء مخرجات تعليمنا المتخصص والنادر كالطب والصيدلة والتمريض، وهو ما يعانيه القطاع الصحي في المملكة من قلة العناصر التشغيلية، وعملية الإحلال التي أطلقتها وزارة العمل في القطاع الخاص، ومنع التأشيرات في مجال طب الأسنان، لتتكدس الأعداد الكبيرة من خريجي الجامعات السعودية، وهذا ما سيكون فرجا لوجود الوظيفة أمام الخريجين، ويا ليت أن المعنيّ بهذا الأمر هو من تحرك في هذا التوجه، وأعني وزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية، وهما الجهتان اللتان تفتحان المجال في تأمين الوظائف على هيكل الوظيفة العامة في ميزانية الدولة، إذ لو كان هناك تنسيق بين التخطيط والجامعات لاكتملت الفرحة بوجود وظيفة لكل خريج، لكن أن تعلن في مثل هذا الوقت من كل عام أسماء الخريجين الذين تفوق تعدادهم من الجامعات الحكومية والأهلية ما يزيد على 100 ألف خريج كل عام، في تخصصات علمية ونظرية، سيكونون عبئا على الوطن، نتيجة غياب التخطيط بين إعداد الخريجين وبيان عدد الوظائف ومسمياتها، وهو ما يحرج الدولة في تنامي أزمة البطالة. لكن يشكر لوزارة العمل التي فعّلت الرؤية، واحتاطت للأمر بإيقاف تأشيرات القطاع الصحي، فلعل ذلك يطبق على الجهات الحكومية بتوجيه من المالية والخدمة المدنية، وسرعة إشغال الوظائف الشاغرة في بعض المستشفيات والجهات الحكومية الأخرى، وهذا ما تتطلبه مرحلة التحول الوطني 2020، فإذا بدأنا بخطوة العمل هذه، تزامنت معها خطوات الجهات الأخرى والتعليم بالمبتعثين، وهذا الأمر ليس رقما صعبا إذا خلصت النوايا، وجدَّ الأمر، وأخُذ بزمام الحزم الذي يقوده ملك الحزم، وحتى ينجح يوم المهنة أو يوم الوظيفة، فلا بد لنا من مراجعة جادة إلى أهمية تنظيم هذه اللقاءات على مستوى الجامعات، كما فعلت جامعة الملك سعود ووزارة التعليم في الخارج، بحيث لا تُهدر الوظائف وتتنصل الجهات من هذا الخريج الذي أفنى حياته في التحصيل العلمي، وينجح الامتحان بين الخريج والوظيفة، وإنا لمنتظرون لهذا النجاح، وأبارك للخريجين هذا التألق ولأسرهم، وفرحة الوطن بكم جميعا، وفقكم الله.

 ??  ?? solamaane@alwatan.com.sa
solamaane@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia