Al-Watan (Saudi)

خطة لحل القضية السورية تستحق النظر

-

بعد ست سنوات، ومقتل حوالي 400 ألف شخص، فإن أي خطة لإنهاء أو الحد من المجزرة في سورية ستحظى بالترحيب. ومن ثم فإن إدارة ترمب ستفقد ثقة مجتمعها إذا لم تنظر بجدية في خطة لوقف إطلاق النار وإقامة مناطق آمنة قد تتوسط فيها روسيا. وبما أن الخطة السورية تتضمن بعض العيوب، فإن الرئيس ترمب قد يجعل الوضع أسوأ إذا كان متحمسا لجعل القضية السورية مشتركة مع صديقه السابق، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يهتم أكثر من غيره بتأمين إرثه الخاص وبمصالح روسيا في الشرق الأوسط. ومن المقرر أن تكون سورية محور اهتمام رئيسي عند التقاء وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بنظيره الروسي سيرجي لافروف في واشنطن. وفي الوقت نفسه، أعلنت إدارة ترمب الثلاثاء أنها ستزود الأكراد السوريين المتواجدين بالقرب من الحدود التركية بالأسلحة الثقيلة حتى يتمكنوا من المساعدة في استعادة مدينة »الرقة« من تنظيم داعش. ومثل ما فعل باراك أوباما من قبل، واجه ترمب خيارا بين تسليح الأكراد السوريين - وهي خطوة عارضتها تركيا بشدة – مما أدى بالتالي إلى إضعاف المعركة ضد داعش. كان الأكراد من بين الحلفاء الأميركيين الأكثر فاعلية في الحرب ضد داعش، لكن تركيا تعتبرهم حلفاء للأكراد الانفصاليي­ن داخل تركيا. ومن غير الواضح كيف تعتزم الإدارة الأميركية تجنب رد فعل عنيف من تركيا، أو ما إذا كان قرارها سيؤثر بشكل ما على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيِّز التنفيذ في منتصف ليلة الجمعة. وبموجب الاتفاق، تعهدت روسيا وتركيا وإيران بوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وقوات المعارضة في محافظة إدلب، وجزء من محافظة حمص، وضواحي الغوطة بدمشق، وأجزاء من المحافظات الجنوبية في سورية. وتسمح الخطة للسوريين النازحين أو المحاصرين بالانتقال إلى مناطق آمنة مخصصة، وتمكين وصول المساعدات إلى نحو 4.5 ملايين شخص معرضين للخطر. كما تدعو الخطة جميع الأطراف إلى محاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. رفضت جماعات المعارضة السورية، معظمهم من السُنة، الصفقة لقناعتهم بأن روسيا وإيران لا يمكنهما ضمان أن يلتزم بشار الأسد بوعده لإيقاف ذبح المدنيين، بدافع من إيران، الدولة الشيعية التي لها علاقة دينية بطائفة الأسد العلوية. وعلى الرغم من أن الرئيس ترمب قد أثار فكرة المناطق الآمنة خلال حملته الانتخابية، إلا أن وزارة الدفاع (البنتاجون) قد عارضت الفكرة منذ فترة طويلة خشية أن تؤدي إلى التزام جديد للقوات الأميركية بأن تخوض فوضى حرب أهلية. إن تقسيم سورية إلى قطاعين، حكومي ومعارضين، كما هو الحال المؤقت في هذا الاتفاق، ليس مثاليا. وبعد سنوات من المحاولات غير المثمرة لإنهاء القتال، فإن إيجاد حل سياسي شامل يحل محل نظام الأسد بحكومة أكثر شمولية، قد يكون السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء. (نيويورك تايمز) – الأميركية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia