أسباب تعيد الوجود العسكري الأميركي في العالم
رغم تأكيدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعدم إرسال مزيد من القــوات البرية خلال حملاته الانتخابية، إلا أن المتغيرات الميدانية والتقلبــات السياســية دفعت واشــنطن إلى تكثيــف وجودها خارجيا، في خطوة رآها مراقبون أنهــا تهدف إلى تبديــد الصورة النمطية المتراجعة التي رسختها إدارة بــاراك أوباما الســابقة، والعــودة إلى تأكيــد الحضور الأميركــي في قضايــا العالــم، والتذكير بوجود قوة عظمى، إلى جانب تسريع إنهــاء الجماعات لم تكتف الإدارة الأميركية الجديدة بإعادة تأكيــد وجودها في الشرق الأوسط فحســب، بل امتدت تلك التحركات إلى أكثــر من جبهة، إذ نشرت واشــنطن مؤخــرا قواتها ومنظوماتهــا الصاروخية في دول قريبــة من الحدود الروســية، إلى جانــب المنظومة التــي نشرت في كوريــا الجنوبية، فيما تســعى موسكو إلى تقويض هذه التحركات التــي تراها خطــيرة، خلال حث الموالين لهــا في أوكرانيا ومناطق شرق أوروبا، عــلى اقتحام مناطق المتشددة، والحفاظ على المصالح الإســتراتيجية، وتقويض النفوذ الــروسي والإيرانــي، فضلا عن إعادة الثقة في الحلفاء التاريخيين والتصــدي لأي تهديدات نووية. ويرى محللــون أن خطوة ترمب بتفويض وزيــر دفاعه، جيمس ماتيس، وقــادة الجيش لتحديد مــدى الوجــود العســكري في العراق وســورية، كانت المؤشر الأول لتنفيــذ إســتراتيجيته الجديدة التي تقوم على استعادة المصالح الإســتراتيجية، خاصة في ظل تصاعد النشــاط الروسي عــلى المســتويات العســكرية والدبلوماسية الدولية. النفوذ الأميركي الأوروبي لتقويض هذه التحركات. وبحسب مراقبين، تعد الســاحة الســورية موطئ تصادم المصالح بين كل من روسيا والولايات المتحدة، إذ تسعى الأخيرة إلى استعجال إحلال تسوية سياسية من جهــة، وإنهــاء »داعش« من جهة أخرى، لاســتحواذ أكبر قدر ممكن من النفوذ، وإبعاد روســيا عن الواجهــة، في وقت يعدّ الوجود العســكري المتصاعد لكلا القوتين في سورية، منذرا باحتمالية تصادم المصالح الإستراتيجية بين الجانبين.