Al-Watan (Saudi)

الشباب عماد الوطن

- محمد العزي

لا تخرج تصورات الناس عنا في المعسكر الرأسمالي أو دول العالم الأول عما شكلته أفلام السينما، بدو رُّحل إلى جانب الناقة والصحراء.

أما دول العالم الثاني »المعسكر الشيوعي«، فهم لا ينظرون إلينا إلا من زاوية الاقتصاد فقط؛ فنحن بالنسبة لهم أسواق تنافسية تعمل وفقا لمبادئ العرض والطلب، وقد عزز هذه النظرية السلوك الاستهلاكي لمعظم شرائح المجتمع. لذلك، غزت أسواقنا المحلية مختلف أنواع البضائع والسلع الأصلية والمقلدة والمغشوشة.

أما عن نظرة العالم الثالث لنا، فهي لا تعدو النظرة الدينية فحسب، فهم لا يرون في السعودية إلا الديار المقدسة مكة والمدينة، وأسهمت هذه النظرة الدينية في تعزيز مكانة المملكة في قلوب هؤلاء. لذلك، حرص كثير منهم على العمل والوجود في المملكة بطريقة نظامية أو بأخرى.

وليس المهم في رأيي كيف يرانا العالم، المهم كيف نرى أنفسنا، وإذا كان وجود الحرمين الشريفين يجعلنا في المرتبة الأولى إسلاميا، فإن مصافي البترول والتوجّه نحو الصناعات التحويلية يجعلنا نتربع على عرش الاقتصاد العالمي.

لكن، لا بد من توفير بديل للبترول، وهذا ما سعت إليه رؤية 2030، وكي تنتقل هذه الرؤية من الورق إلى الواقع، فإنها تتطلب مزيدا من الجهد والعمل المضني، وقبل هذا، التخطيط الممتاز للخطوة الأولى في رحلة الألف ميل.

تتحدث الإحصاءات عن أن غالبية الشعب شباب، والشباب عماد لخيمة الوطن، لذلك ستكون البداية بتهيئة الشباب وتبصيرهم وتدريبهم وتوجيههم لما فيه خير للوطن ولهم.

ويبدو أن المجتمع لديه عقدة اسمها »عدم تقبل الشباب«، لذلك يمنعون من الوجود في أماكن معينة، ليس هذا فحسب، فعندما لا يجد الشاب أي متنفس لطاقته وأحلامه، فإنه أمام أحد خيارين: المخدرات، أو الإرهاب، وهذا ما نشاهده في بيانات وزارة الداخلية بين الفينة والأخرى، شباب في عمر الزهور تخطفتهم يد الإرهاب، وآخرون في ظلمات السجون بسبب المخدرات.

خلاصة الأمر، كي ننهض يجب تغيير واقع الشباب الحالي، فمعدلات البطالة يجب أن تنخفض، ولا بد من خلق مزيد من فرص العمل لهم، وإعطائهم دورا في القيادة والريادة.

نريد فقط الاهتمام بأطفال اليوم الذين هم شباب الغد. الوطن سيقوم على أكتاف هؤلاء.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia