Al-Watan (Saudi)

العبدلي: مثالوطنيمم­يزلانتشارا­لعلامة التجارية في سوق تنافسي كبير

-

تعزز المنشــأة المهتمة بعملائها تفعيلَ حضور علامتها التجارية وانتشارها بشكل واســع، والحرص على ترسيخها في أذهان النــاس والمجتمع بأكبر قدر ممكن، وتحقيق ذلك وفق خطــوات تنظيمية علمية وعملية، مما يعد نجاحا تنمو معه خدمات وأعمال الشركات والمؤسســا­ت التي تحــرص على التطوير والتقرب إلى مختلف فئات عملائها الحاليين والمستهدفي­ن، كما أن المحافظة على استمرار حضور العلامة التجارية في الأذهان بصورة إيجابية تحدٍّ لكثير من الــشركات الكبرى العالمية، ويتطلب جهودا ورؤية ثاقبة للقيادات الإدارية لمواصلة النجاح، وتحقيق خطوات مدروســة تضمــن دوام الترقي في منصات النجاح، مع الاهتمام بمعرفة عوامل النجاح والتفوق والتمسك بها، خاصة عندما يكون العمل في بيئة مفتوحة للتنافس الذي يخدم مصلحة المســتهلك، ويحسّن مختلف أنواع الخدمات. وفي هذا الصدد، يؤكد مختصون في شؤون التسويق والاقتصاد، أن نجاح العلامة التجارية يظهر للعيان، للمختص وغير المختص. فعلى المســتوى العالمي، هناك علامات تجارية رســخت في أذهان الناس، مثل أبل وقوقل وغيرها العشرات، ونرى حضورها في كل زوايا الحياة، وعلى مســتوى الشرق الأوسط، وفي المملكة تحديدا، هناك أمثلة كثــيرة لهذا النجاح، ومنها -بلا شك- اللام العلامةالت­جري التجاريةلل­اتصالات السعودية STC.

الدكتور عبيد العبدلي الأكاديمي المعروف بتخصصه في شؤون التســويق، والمهتم بنشر ثقافة التسويق في العالم العربي، قدّم في بداية حديثه المباركة للاتصالات السعودية بمناســبة حصولها على العلامة التجارية الأكثر قيمــة، وفــق تقريــر ‪Brand Finance)‬ ( البريطانية للاستشــار­ات العالمية، والذي بيّن ارتفاع قيمة العلامة التجارية للشركة إلى 6.2 مليارات دولار أميركي، محققة ارتفاعا بنسبة (٪11)، لتصبح بذلك العلامة التجارية الأكثر قيمة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلــك تحقيقها مؤخرا المركــز الأول بين العلامات التجاريــة الوطنية الأعلى قيمــة، في أول تصنيف من نوعه في المملكة لمؤشر العلامات التجارية الأقوى حسب المعايير العالمية. وأضاف »إن تحقيق مثل هذا الحضور يهتم بشــأن التواصل مــع العملاء، وبنــاء العلامة التجارية على أسس صحيحة ومتينة، وأيضا الاهتمام الكبير، إلى جانب تجويد خدمة العملاء وتطويرها مع مختلف الأســاليب العصرية الحديثــة، وبالطبع برز هذا الاهتمام بالعلامة بشــكل واضح للناس والمجتمع عموما، مع ظهور المنافســة في هذا القطاع قبل أكثر من 10 أعوام تقريبا، فالتنافس أســاس لنجاح تقديم الخدمة، والاهتمام بمختلــف فئات العملاء والوصول إليهم، والاهتمام بقياس رضاهــم، والمحافظة عليهم بمختلف الأساليب التي تحقق للشركة والمنشأة أهدافها الخدمية والتســويق­ية، وتكســب في هذا الإطار على اتجاهين مهمين، هما: العميل، وتحقيق إيرادات ترضي الملاك والمستثمري­ن«.

وأوضح العبــدلي »أن المحافظة عــلى بناء العلامة التجارية وترسيخها في السوق، ولدى العميل، تحتاج إلى عمل وإنفاق وخطط، تدرس بشــكل يعرف واقع السوق والفرص المتاحة والعوائق، وعند التنافس، كما هو الحال في قطاع الاتصالات لدينــا بالمملكة، العمل يحتاج لجهد ومثابرة واهتمام بمختلف شرائح العملاء، ومواكبة التطــورات ومواجهة المعوقات بحلول عملية صحية، وSTC نجحت إلى حد كبير في هذا المجال، حيث لها إنفاق كبير في الإعلان واهتمام بوســائل التواصل الحديثة المختلفــة، وحضور في المناســبا­ت الوطنية وبرامج المسؤولية الاجتماعية«.

ويؤكد في ختام حديثه »أن من عوامل نجاح العلامة التجارية التركيز على جانبين، أولهما الاهتمام بموظفي الشركة وتحفيزهم بشــكل جيد، فهم من يبني سمعة هذه العلامة واســتمرار وجودها وانتشــاره­ا بشكل متصاعد، والمحافظة عــلى موقعها الريادي. والجانب الثاني عبر وجــود دراية بواقع الســوق الذي تعمل فيــه الشركة ومحيطها، بخــبرة وتركيز وحلول لكل المعوقات، وجذب العملاء المســتهدف­ين من المنافسين بخدمة ذات جودة محسوسة، وسعر منافس«.

عن أهمية العلامــات التجارية، تحــدث المتخصص في الإعلام الاقتصادي يوســف الحمادي، مؤكدا أن هذه الأهمية تعد انعكاسا للوضع الاقتصادي ونشــاط بيئة الأعمال، حيث أصبحت الأسواق تعتمد بشــكل كبير على المنتجات والخدمات المحلية التي تقدمها شركات وطنية مشــهود لها بتفوقها، كمــا أن أهمية العلامات التجاريــة في تزايد، بعد أن تحولت من قيمة غير ملموســة إلى استثمارات بمليارات الدولارات، حتى أوجدت سوقا خاصا بها، بعيدا عن أصول واســتثمار­ات الكيانــات التجارية، وأصبحت أصلا يساعد الشركات الضخمة على تجاوز الأزمات التي تتعرض لها مع تقلبات الأسواق، وتعرف الهويات التجارية كأبرز المظاهر العامة للمنشآت، وتمثل بشكل أساسي الوجه الخارجي لها، حتى أصبحت »قيمة« تعد من أهم قيم أصول الشركات، وهو ما يعرف بـ»رصيد الهوية التجارية« في سوق العمل.

وأضاف »تتعدد فوائد قوة العلامة التجارية، فهي تزيد ارتباط عملاء الشركات، وتعــزز حضور العلامة التجارية، وزيادة قدرة الشركة على الابتكار والمنافسة، والعمل على التجدد المســتمر، فضلا أن العلامة التجاريــة تعدّ قيمة مضافة تربط العميل بشركــة معينة أو بمنتج بحد ذاته، كما أنها البصمة التي تصنع الفارق في قرار العميل، وهي الأســاس الذي تبنى عليه الميزة التي تتفرد بها عن المنافسين.«

مبينا أن الأداء الإيجابي للشركات يعمل على بناء علامة تجارية قوية مع الزمن، تتم إدارتها لتعزيــز قيمتها، وتنعكس بالتالي على جميع عمليات الشركة داخليا وعلى قطاع الأعمال في أي اقتصاد، وهو ما يحقق التنافس بين الشركات كلٌّ في مجاله، حتى تبرز الشركات المميزة بشكل أفضل وتطور خدماتها ومنتجاتها، ويصل بها الحال إلى أن تكون للعلامة التجارية قيمة مالية ضخمة تساعد الشركات على تعدي الأزمات.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia