Al-Watan (Saudi)

القيادة السعودية وردح المغتاظين

-

يصمت السعوديون. يوزعون ابتسامات هادئة. يمرون بهدوء. يتجاهلون معارك الحمقى الصغيرة، ثم يفاجئون العالم بالنجاحات. ليس هذا العام ولا الذي قبله، بل تاريخ من الحكمة السعودية التي تعلّمها القيادة السعودية للعالم العربي، الغارق في الخطابات العاطفية وتفخيم الذات وأكاذيب الإنجازات، واستعداء العالم أمام الشعوب، واستجدائه في الخفاء. لكن، يأبى بعض مثقفي العالم العربي ومنظّريه الاستفادة من الدرس الذي مرّ بهم أكثر من مرة، ولم يستوعبوه، ولا أعرف كم مرة يحتاجون أن يفهموا أن عليهم الصمت حتى يستوعبوه كاملا، فإثارة الضجيج في أثنائه تحرمهم من فرصة التعلم، ولن يكون ذنبنا إذا بقوا وقتا أطول من هذا، يعانون من كوابيس ليلية عن نجاحات المملكة التي لم يلحقوا بها. بعضهم وصل إلى درجة تقديم النصائح، باستبدال مال الأسلحة بالتعليم، وهذا يدل على أنه لا يعرف كم جامعة في السعودية، وكم طالبا موجودا الآن خارجها، وكم حضارة مدنية تبنى للمواطن في كل مكان، فهل لا يحتاج كل هذا إلى حماية؟ خاصة أننا محاطون بالأعداء، ثم إنك عزيزي المثقف الذي استفزته الأرقام ولم يهتم بالتفاصيل، ألم تقرأ أن الحكمة السعودية لم تشترِ سلاحا بل اشترت صناعة، وقريبا سننطلق نحو تصنيع السلاح، ألم تلاحظ غيظ بعض الأقلام الغربية من امتلاك السعودية -بموجب هذه العقود- امتياز تصنيع السلاح، ربما حينها تتوقف عن إبداء النصائح وتسوق التبريكات، لو كنت حقا قلقا على المال السعودي. أمّا لو كنت غاضبا لأجل القيم، لأن مراهقين سعوديين أعجبتهم ابنة الرئيس الأميركي، فإن هناك تساؤلا مقلقا حول ثقافتك يبرز هنا، كيف ينشغل المثقف بتتبع مزاح المراهقين في يوم مثل هذا الذي تجتمع الأمة الإسلامية تحت قيادة السعودية لإنقاذ هذا العالم من الإرهاب الإيراني؟، ثم إننا نشك في امتلاكك أي قيمة أخلاقية عندما يثير دفاعك عن القيم بشتيمة، هل هذا يجعلك مجرد مراهق -بشعر أشيب- يتتبع هاشتاقات المراهقين، ويتبادل معهم المعارك؟، إذا كان كذلك فهذه قضية أخرى. نعرف -كسعوديين- قدر بلادنا التي تتناولها ألسنتهم كل يوم، وليس ذلك يشغلنا، ما يشغلنا حقا أن الوطن العربي بحاجة إلى أن يتركه هؤلاء من خطاباتهم ليصنع نجاحاته، فنحن كما تعلمون نريد لهم الخير، لكننا لا نحب إسداء النصائح فقط، نعرض الدروس لمن أراد. azza@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia