Al-Watan (Saudi)

لا تقعي في حب سعودي

عزة السبيعي

-

وجدت بالصدفة تقريرا عن فتاة كندية، كانت تريد وضع تحذير للطالبات في جامعتها تقول فيه: لا تتورطي في حب شاب سعودي، لكن يبدو أنها لم تستطع، لرفض الجامعة مثل هذه التحذيرات التي ربما كانت عنصرية، فاضطرت إلى تبرير تصرفها بأن الطلاب السعوديين لا يخبرون الفتيات بأنه يعرف أن ما بينهما غير جدّي، وأن احتمال الزواج غير وارد أبدا لأسباب عدة، أسرته والملحقية وكل الأوراق التي يوقّعها، وفكره خال من التفكير في فرصة أن فتاة من سقف العالم ستدير رأسه ذات صباح جامعي. الفتاة كانت حزينة جدا، لكنه ليس أكثر من آلاف الفتيات السعوديات اللواتي يصدّقن أن رجلا من ثقافة كثقافتنا سيقبل الزواج بفتاة قالت له أحبك في »واتساب« أو »تويتر« أو »فيس بوك«، الأماكن التي تلتقي فيها السعوديات بفتيان أحلامهن، كما تعلمون. أفكر في ما قالته الكندية، لعله يكون حلا لكل القلوب التي تحطمت خلال السنوات الأخيرة، بعد ظهور وسائل التواصل، وتسببها في آلاف العلاقات التي تنتهي في غالبها بقصص مؤلمة جدا. وأعني أن تتوقف عن الوقوع في حب رجل سعودي من البدء، وتقفل شرفات القلب تماما لأي شخص بملامح الرياض، أو بهاء جدة، أو فتنة الجنوب، أو اتساع صدر الشمال. ربما سيشكل ذلك اعتراضا حقيقيا على هذه اللامبالاة بعلاقة مثل الحب، أو اعتقاد أن كل ما يحيطها من امتهان للفتاة بمطالبتها بأمور يعرف أنها تقللها في عينه مسبقا، بينما هي تظن أن موافقتها ستعني له كثيرا، ليفاجئها في نهاية العلاقة بتبرير سخيف: كيف أتزوج فتاة خانت أسرتها وأرسلت لي صورها؟، وهي التي أرسلت له قبل ذلك بكثير قلبها، فقَبِلَه مسرورا. هل هُم ظاهرة؟ نعم، هُم كذلك، وما ردة فعل الصبيّة الكندية إلا مجرد رأس الجبل، التفتوا حولكم وستسمعون آلاف قصص تحطيم القلوب. إن ذلك يعود -بلا شك- إلى عقود من عدم احترام المرأة، وعدم اعتبار مشاعرها أمرا يستحق الالتفات، فما بالك إذا كانت فتحت شرفة القلب وقالت الكلمة المحرمة: »أحبك«. وحلها بمبادرات عدة، في التعليم والاقتصاد والثقافة، في الخطاب الوعظي ليس بالتحذير من الوقوع في الحب، بل الدعوة إلى احترام المرأة، وأنها إنسان سوي مثلك تماما، إذا رأيت أن ما بينك وبينها خطأ، فأنت مدان مثلها تماما، وربما أكثر، لأنك غالبا من بدأ، وبنى على الشطآن قلاع الحب وأسواره. إن عملا مثل هذا لا بد أن يشغل قادة التغيير في بلادنا، فكل نجاحاتنا لا شيء إذا لم تتضمن في أولها إصلاح مكانة الحب والزواج والعلاقات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia