Al-Watan (Saudi)

أمامك كاميرا

- صالح الشيحي

فيديو طريف، يكشف قيام مجموعة من الشباب بمحاولة سرقة إحدى الديوانيات في الكويت، وخلال ترجّل أحدهم من السيارة، انتبه إلى وجود كاميرا أمام الديوانية، فقام بإلقاء التحية عليها، وكأنه يقول لصاحبها: »استر ما واجهت«، وتراجع عن السرقة، وغادر الموقع!. قبل هذا بفترة تداول الناس مقطعا لرجل يقوم بسرقة رجل أمام جهاز صراف، وحينما انتبه إلى الكاميرا تراجع عن السرقة، وألقى التحية على الكاميرا؛ في إشارة اعتذار وخجل! أدرك يقينا أن الكاميرا لا تردع المجرمين الذين تأصل الإجرام في نفوسهم. آخر ما رصدت كاميرات البنوك في إحدى الدول الآسيوية، قبل أسابيع، قيام مجرم واضح الملامح، بقتل ضحيته أمام الكاميرا وسرقته ومغادرة الموقع دون خوف، أو تحية! لكن الكاميرا تحد من الجريمة، وتضيق الهامش على اللصوص. قرأت تحقيقا صحفيا يكشف فيه أحد اللصوص أنه يتجنب سرقة المواقع التي تستعين بكاميرات! قبل أيام، فُقدت فتاة من أمام مدرستها في العاصمة الرياض بصورة غامضة. تفاصيل القصة والصور المنشورة مؤلمة، لكنها تطرح القضية الأهم: أين كاميرا المراقبة عن المدرسة؟ لو كانت هناك كاميرات مراقبة على سور المدرسة، لما استطاع المجرم خطف الفتاة. فإن لم نتبين ملامح وجهه، نستطيع معرفة ملامحه الخارجية وهيئته وسيارته!. أضع على طاولة وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، اقتراحا بأن تلزم كل مدرسة بوضع كاميرات مراقبة على أسوارها الخارجية. وضع الكاميرات في المواقع الحيوية -والمدارس على رأسها- يعدّ خطوة إيجابية لتعزيز السلامة والأمن. قرأت بالمناسبة أن 18 ألف كاميرا مراقبة ثابتة تغطي منطقة مكة المكرمة. أخي معالي وزير التعليم: حينما يشعر المجرم، وضعيف النفس، أن المدارس ورياض الأطفال مراقبة، لن تسوّل له نفسه ارتكاب جريمته أيا كان نوعها، وإن فعلها سيتم اكتشاف أمره بسرعة عن طريق الكونترول الذي يربط جميع المشاهد واللقطات. الكاميرات -يا وزير- هي عين لكم، وفي المقام الأول عين لرجال الأمن. ولطالما كشفت الكاميرات كثيرا من الجرائم الأمنية والأخلاقية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia