قواسم مشتركة لتكوين تحالف ضد الإرهاب
قالت صحيفة واشــنطن إيكســامنر الأميركية، إن كلمات الرئيس دونالد ترمب، في القمة العربية الإسلامية الأميركية، أمام قــادة وزعماء أكثر مــن 54 دولة عربية وإســلامية، يجب أن تعطــي أملا كبيرا للجاليات المســلمة حول العالم، وذلك بعد الصورة الســلبية التــي التصقت بترمب ضد المسلمين منذ تقلده الرئاسة الأميركية مطلع العام الحالي، لا سيما بعد قراره المثير للجدل بمنع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الأراضي الأميركية، إضافة إلى مواقفه الداعمة لإسرائيل خلال حملته الانتخابية.
وأوضــح التقريــر الذي أعــده سراج هاشمي، أن ترمب مد غصن الزيتون لقادة العالم الإسلامي، وأكد أن الولايات المتحدة لا تعادي ديانــة بعينها، ولا ثقافة محددة ولا دولة، لافتا إلى أن الشراكات التي تستند إلى المصالح الاستراتيجية هي التي يجب أن تقيّم العلاقات بين البلدان وليس الديانات أو المذاهب. وأشار الكاتب إلى أن الخطاب لم يربط الإرهاب بالدين الإسلامي والمسلمين، مؤكدا أن 95% من ضحايا الفكر التكفيري هم من المســلمين، مذكرا بالخطوات التي فعلها نفس الرؤساء الســابقين للولايات المتحدة، بعد الأحــداث الإرهابية المتعددة التي ضربت الدول الغربية.
أوضــح الكاتب أن مهمــة الحرب على الإرهــاب يجــب أن تســتند إلى خطط وتوجيهــات كبيرة، إضافــة إلى ضرورة الاعتماد عــلى حلفاء موثوقــين يكونون قادرين على التصدي والمشــاركة الفعلية ضد كل أشكال الإرهاب والتطرف. وأشار الكاتــب إلى أن الحروب ضد الإرهاب يجب أن تبتعد عــن إلصاق التهم بالديانات، لأن الأشــخاص الذين يحملون الســلاح ضد دولهم وضد الشرعية الدولية لا يمثلون تلك الديانات، بدليــل رفض شريحة كبرى من معتنقي تلك الديانات لكل أشكال التطرف والإرهاب. مضيفا أن المســلمين ســقطوا بعشرات الآلاف ضحايا لتلك الأحداث.
خلصــت الصحيفــة إلى أن الهدف الرئيــسي يجــب أن يتمثل في تشــكيل تحالفات عسكرية قوية من جميع الدول الإســلامية، لمواجهة الخطر المتنامي في المنطقة، مشــيرة إلى أن الإدارة الأميركية لا تريــد تكــرار أخطائهــا في العراق وأفغانستان، بالتدخل المباشر في الأزمات وبؤر التوتر، بقدر ما تريد إشراك الدول العربية ضد الإرهــاب، والتأكيد على أن الإرهاب لا ينتمي إلى أي دين أو طائفة أو مجتمع. وهو ما أكده الرئيس الأميركي في كلمته أمام القادة المسلمين، عندما قال إن الدول العربية ينبغي أن تتحمل بنفسها مسؤولية الدفاع عن بلادها ضد أعدائها، وإن الولايات المتحدة سوف تساعدها على تقوية جيوشها وتحديثها.