Al-Watan (Saudi)

فضيحة نور المظلم يا وزير التعليم

- منصور الحسين

حقيقة احترت بم أبدأ هذا المقال، هل أبدؤه بإعلان أنني أحب وزير التعليم، ولست ضده؟ وأنني أكتب من مبدأ »صديقك من صدقك لا من طبل لك .«

أم أبدأ بتاريخ نجاحات برامج الحاسب الآلي لإدارات التعليم أولا، ثم انتقالها إلى الوزارة، ثم مرحلة الفشل الكبير الذي حدث مع البرامج المستوردة؟

أم أبدأ مباشرة بفضيحة نور الحالية، حيث استقبلت الهيئة التعليمية في مطلع العام الدراسي الحالي فضيحة الفشل الكبير لبرنامج فارس في إدخال إجازات المعلمين والمعلمات وتقاعدهم، وعدم قدرتهم على تسجيل أي بيانات، أو رفع أي طلب. وفي نفس الوقت إصرار الوزارة على أن البرنامج غدا سيفتح بعد أن يتم إصلاح العطل فيه، وهو لم يبدأ، ومضى قرابة شهر وأمور المعلمين والمعلمات معلقة.

وتوقعنا أن قلق البرامج انتهى، ولكن بعض مسؤولي الوزارة أصبحوا يتلذذون برفع ضغط الهيئة التعليمية في بداية العام وختامه من خلال إلغاء البرامج الجيدة واستبدالها ببرامج أخرى دون أن تجربها. لقد كانت فضيحة حركة النقل الخارجي للوزارة يوم الخميس الماضي أمرا لا يفرح به أي إنسان عاقل. أتوقع أن ما أسهم في التخفيف من حدة هذه الفضيحة أنه في تلك الليلة كان لقاء القمة بين الهلال والأهلي بحضور خادم الحرمين الشريفين، فاهتم الناس بالمباراة والفوز والخسارة، ونسوا مشكلة نور. يا معالي الوزير: لقد عشت أنا مع مشكلة برامج الحاسب والوزارة سنوات، كانت في إدارات التعليم برامج حاسب آلي رائعة ومميزة للاختبارات ولحركة النقل إلخ، قام بتصميمها معلمون ومشرفون مبدعون. ولكن كما هي العادة فإن »منشد الحي لا يطرب«. أو كما تقول إحدى بناتنا عندما يخطبها ولد عمها »أحسه مثل أخوي«. وترفضه. لتتزوج شخصا غريبا لا تعرف أخلاقه ودينه وعقله ورجولته إلا ما قالته الخطابة أو أم العريس.

وكانت كل إدارة تعليم لها برامجها الحاسوبية المميزة، يقدمها منسوبو إدارات التعليم مجانا. كل برنامج له مزايا كثيرة وعيوب قليلة، ويختلف عن البرنامج الآخر في طريقة بنائه وتقسيماته.. إلخ.

وأخذت الوزارة تطبق بعض برامج إدارات التعليم، وكانت تغلب على الاختيار في بعض الأحيان معايشة المسؤول في الوزارة للبرنامج. فإذا كان أحد وكلاء الوزارة جاء من تعليم جدة، فإنه يحرص على تعميم برنامج جدة لأنه يتوقع أنه الأفضل، فتأخذه الوزارة مجانا وتعممه على إدارات التعليم في المملكة مع وجود الأفضل منه. ويتم تعميمه مثل برنامج معارف وبرنامج تكامل وبرنامج الاختبارات وبرنامج مكافآت الطلاب.

وليت الأمر توقف هنا، ولكن وقعت الوزارة في فخ تجار برامج الحاسب الآلي، فلا نعلم من هو المستفيد الأول. ولا نعلم من هو المستفيد الآخر ومن هم المستفيدون بينهما؟ ولكن أصبحنا كل عام نعلم من هو الخاسر الأول والأخير من هذه البرامج، هم الهيئة التعليمية واسم الوزارة ومكانتها، أما تاجر البرامج فلا يعرفه أحد.

وقد اشترت الوزارة برنامج نور المستورد، واستبعدت معارف وغيره من البرامج، لقد نجح برنامج »نور« في قبول الطلاب وشهاداتهم بعد مشاكل كبيرة. وبدأ التنافس في الوزارة على أشده بين كبار المسؤولين حرصا منهم على استخدام التقنية. فتم استيراد فارس للشؤون المالية، ثم الإدارية ثم إجازات الهيئة التعليمية وتقاعدهم.

ودخل التنافس مرحلة جديدة مع تخبط غير مدروس، فقفز نور بسرعة، وتسلم حركة نقل الهيئة التعليمية الخارجية دون أي تجربة على إدارة تعليم منطقة ومحافظة صغيرة، ثم إدارة تعليم منطقة ومحافظة كبيرة، بل التهم 45 إدارة تعليم كاملة بمعلميها ومعلماتها، ولكن ولأن اللقمة كبيرة جدا، فقد غصّ بها نور يوم الخميس الماضي، ولم يستطع هضمها، فخرجت من جميع المخارج، فأصبح الذي كان رقمه في الحركة الخارجية رقم واحد أصبح رقمه عشرين، فتقدم عليه عشرون معلما دون أن يعلم. ولم يظهر من هم المنقولون فضاعت البيانات. ثم أغلق الموقع للإصلاح. وسيكون العذر غدا أنه سقط بسبب كثرة الذين دخلوا عليه مرة واحدة. والمشكلة سيكون الضحية واللوم والذم في المجالس وقد يكون في الوزارة على مسؤولي شؤون المعلمين في الوزارة، وهم ليس لهم ذنب. بل الذنب كله على مسؤولي تقنية المعلومات في الوزارة. ومن اشترى هذه البرامج الفاشلة.

وأختم بشكر الوزير على شجاعته واعتذاره فهنا بداية التقبل.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia