من وحي الوطن

الفيصل القدوة.. رجل التحديات

الأمير ابن الملك الباني.. حفيد الملك المؤسس سليل الإمامة (خالد الفيصل بن عبدالعزيز)، جمع المجد من أطرافه لا يحتاج إلى تعريف.. يمقت الإطراء.. يطرب للموضوعية.. يرحب بالنقد البناء. قرأت كتابه الأخير (ليس فيه أنا) اكتشفت أنه الطالب الوحيد الذي أعاد دراسته الثانوية بعد نيل شهادتها ثلاث مرات لا تقصيرا منه.. لكن ظروفا لم يفصح عنها أضاعت سنوات من عمره.. أول المعاناة.. صقلت مواهبه وأبرزته رجل دولة.. فارس إبداع بأمور كثيرة.. يضيق المجال لتعدادها. القارئ المستوعب سيحيط بها من سطور الكتاب أو ما بينها.. جاء إلى (رعاية الشباب) مديرا لها بمرتبة وظيفية عادية.. قبل بها تنفيذا لإرادة والده الحريص على تطبيق النظام حتى على أقرب الناس إليه، وأحبهم (محمد) ومن بعده (خالد) إثر عودتهما من الخارج مزودين بالعلم والمعرفة. كانت المديرية فرعا من (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية) تحتل غرفا ملحقة بالوزارة بعدد محدود من الموظفين والإمكانات.. غادرها بعد أربع سنوات رفع مستواها لتصل مرتبة الوزارة بمسمى (الرئاسة العامة لرعاية الشباب)، محققا أول دورة كروية خليجية صارت نواة لــ(مجلس التعاون). صدر الأمر السامي بتقلده (إمارة منطقة عسير) عام 1391، كانت بكرا تتطلع للتنمية واللحاق بركب المناطق المطورة.. شمّر عن ساعد الجد.. واصل الليل بالنهار يفكر ويدرس وينفذ.. أفنى زهرة شبابه.. يحقق آمال المواطنين بـــ(عسير) وتطلعات ولي الأمر.. غادرها بعد 37 عاما من الإنجاز، جعلها درة السياحة الداخلية النقية. بالأمر السامي اخُتير أميرا لمنطقة (مكة المكرمة)، تشرف بخدمة أقدس البقاع على الأرض حمل مسؤوليتها مستهدفا جعلها أنموذجا للوصول للعالم الأول. شاء الله تعالى أن يملأ مكان أبيه بالحجاز النائب العام للملك وزير الخارجية قبل أن يتولى سدة الملك وزعامة العالم الإسلامي.. أثبت (الفيصل) الابن وجوده بشهادة أهل العاصمة المقدسة ومدن ومحافظات المنطقة. نهض بــ(مؤسسة الملك فيصل الخيرية) وجائزتها العالمية...(مؤسسة الفكر العربي).. (سوق عكاظ).. (صحيفة الوطن)، إلى جانب نشاطاته الأدبية والشعرية والفنية. أبى عليه وفاؤه إلا أن يذكر من تشرف بالعمل بمعيته الكريمة بــ(منطقة عسير)، لم تغب عن وجدانه.. سلمها لخلفه المحبوب الأمير (فيصل بن خالد بن العزيز)، فكان خير خلف لخير سلف.