Al-Watan (Saudi)

غرابيب سود المهمة الأخيرة لداعش

-

أتساءل: هل هي المهمة الأخيرة لهذا الكيان الذي صنعته قوى استخباراتي­ة في النظام السوري وإيران وروسيا كما أثبت المحللون العالميون لتشويه الثورة السورية وشيطنة السنة في الهلال الخصيب تمهيداً لإفنائهم؟ صحيح أن داعش الحقيقية تقدم مشاهدها باحترافية بالغة وتصوير محترف وتناسق في الألوان وقوة في أداء الممثلين لم يحالف الحظ المسلسل في الوصول إليه الذي يشير بوضوح إلى ضعف قدرات المخرجين والمؤلفين والممثلين أيضا. السؤال الأول هل غابت داعش وفديوهاتها المصورة زمناً يتطلب إنتاج مسلسل حولها؟ بل هل نحن اليوم بحاجة إلى التوعية بها، وهي تكاد تنتهي بعد انتهاء حاجتها؟ إذا كانت الإجابة حائرة فما الذي يدعو قناة إم بي سي لعرض هذا المسلسل؟ ما الهدف والآن من ذلك؟ هناك الكثير في المسلسل الذي يستحق آلاف المقالات، لكن دعوني ألتزم بالمساحة وأناقش فكرة واحدة عرضها هذا المسلسل، وهي تصوير أهداف المنضمين إليه بطريقة سطحية جداً، بل إن المؤلفين لم يكلفوا أنفسهم التحقق من صحة ما أوردوه، كمثال على ذلك الادعاء أن السيدات الخليجيات انضممن طلباً للزواج، وهذه الكذبة بالذات صدرت عن قناة الميادين الطائفية، وحظيت بانتشار واسع بفضل النظام البعثي السوري، في المقابل استطاعت المراكز العالمية كشف زيفها، وتناولها الكثير من الكتاب والمفكرين النزيهين في العالم العربي، وفي الحقيقة أنا لا ألوم لين فارس العلوية على زج مثل هذه الكذبة، فهي على الأقل تحافظ على مكاسب نظام تتبعها، ولا فرقة المخرجين والمعدين من الطوائف الأخرى ومن غير الخليجيين، لكني أسأل عبدالله بن بجاد وقناة إم بي سي: كيف سمحت لكم أخلاقكم تمرير كذبة كهذه في مسلسل كهذا؟ أين التزام المفكر بالموضوعية والصدق؟ أي مبرر يجعلك تزج بكذبة كهذه، حتى الأطفال يعرفون زيفها؟ هل تريدون منا أن نصدق أن لديكم غاية نزيهة خلف الأكاذيب؟ حتى من تتصورون أنه سيفر من داعش بعد المسلسل سيشك في باقي ما تعرضونه إذا كان أوله كذبة، أم أن الغاية أخرى، وهي فقط الإساءة إلى الثورة السورية كما رغبت داعش الأولى؟ في مشهد من المسلسل تقول الممثلة لصاحبتها: اسمعي سوف يجعلوننا نتنقل بين الرجال، وهي تكاد تطير فرحاً، بربكم هل تقول امرأة خليجية ذلك؟ هل هذه صورة نساء هذه البلاد في ذهن عبدالله بن بجاد وإم بي سي؟ كيف ظننت أننا سنقبل مثل هذه الأكاذيب؟ فحتى في أسوأ التوقعات لا تقبل المرأة مثل هذا العرض، ولا يقبل عقل واع أن يصوره للناس على أنه حقيقة إلا وهو لديه هدف مثل ما ذكرته قبل ولا شيء غير ذلك. ذات يوم قامت إم بي سي بإيقاف عرض مسلسل ناقش واقعاً حقيقيا في طائفة بعينها خوفا من غضبهم، اليوم نحن نريد نفس التعامل ليس لأننا طائفة أخرى، بل لأننا نريد إيقاف أكاذيب لا تبررها الغايات النبيلة المدعاة من القناة وفريقها. azza@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia