Al-Watan (Saudi)

سارة العكاش

لا سبيل للتفاهم مع إيران سوى بممارسة الضغوط والعمل على صياغة حزمة جديدة من العقوبات، فإيران ستظل دائما في وضع هجومي إلى أن يخرج المهدي

- Saraalakka­sh@alwatan.com.sa

واليمن وغيرهما. فبتحويل المنطقة طائفيا والدخول في صراعات ونزاعات على هذا الأساس هو ما سيفت في عضد الدول العربية والإسلامية وبالأخص الخليجية ويستنزف طاقاتها ومواردها ويسعى إلى زيادة الشقة وتعظيم الهوة بين هذه الدول.

سياسة النفس الطويل كانت سيدة الموقف والآن تغيرت الأمور ونفد الصبر، فتوتر العلاقات في المنطقة يَصْب

في النهاية في مصلحة إيران، التي تستخدم أدواتها لتمزيق البيت الخليجي وتحقيق حلمها الوردي بالسيطرة على العالم الإسلامي لتفوز بخروج مهديها المزعوم.

أتساءل حقا كيف يمكن أن نتفاهم مع العقلية الإيرانية؟

رغم أن هناك الكثير من المطالبات والحلول السحرية التي أدلى بها السياسيون بشأن سياسة إيران الحمقاء، والتي تجمع على أنه لا سبيل لتحسين العلاقات إلا بإعادة إيران النظر في طموحاتها الإمبريالي­ة الشوفينية، والتوقف عن المشروع الطائفي المبني على تجاهل سيادة الدول واستقلالها.

أرى أن تحسين العلاقات مع إيران من سابع المستحيلات، فكيف تتفاهم مع عقلية تؤمن إيمانا راسخا بأن هناك مهديا منتظرا، ولن يخرج إلا بترسيخ المذهب الجعفري والاستيلاء على العالم الإسلامي. وهذا يتطلب الكثير من التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة إسلامية، وكذلك يتطلب الكثير من الإرهاب الفكري والعدواني، بل إن رؤساءهم يرددون في كل مناسبة ومحفل تلك العبارة المرموقة »نحن مسؤولون عن إقامة مجتمع نموذجي في إيران حتى يكون هذا مقدمة لحدوث حدث عظيم (ظهور المهدي)، ومنطلقا لإقامة حكومة العدل الإسلامية العالمية .«

سوف تواصل إيران دعمها لأي جهة تدعم الإرهاب والتطرف ولن تعيد حساباتها أو تنكفئ وتتخلى عن أحلامها التوسعية وشغبها الطائفي. وستواصل جهودها بالعمل على مبدأ سوء الجوار والتناقص الاقتصادي الذي قد يعود عليها وعلى شعبها بالضرر العظيم، والكرة اليوم في ملعبهم إما الاندحار وإما الانتحار.

لذا لا سبيل للتفاهم مع إيران سوى بممارسة الضغوط والعمل على صياغة حزمة جديدة من العقوبات، فإيران ستظل دائما في وضع هجومي إلى أن يخرج المهدي.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia