Al-Watan (Saudi)

التصريح الناري لوزير التعليم

-

قبقلي سبالوغعامي­ن هناكمؤتمرل­وزارة التعليم اسمه »الإعلام صديق الطفولة«. لكن يبدو أن وزير التعليم حضره وهو حانق جدا على جميع الإعلاميين، خصوصا من أسماهم الدخلاء. شخصيا لم أعرف ماذا يقصد بالدخلاء بالضبط؟ عموما البحث عن التفاصيل ليس جيدا هنا، لكن على كل حال معالي الوزير صرف الجميع عن المؤتمر وهدفه، فهدف المؤتمر واضح من عنوانه الإعلام صديق الطفولة، وليس ما أراده معالي الوزير: الإعلام عدو الوزارة. معالي الوزير يتهم الإعلام بالمبالغة وتصيد الأخطاء، والاندفاع وعدم التأكد من الأخبار..... إلخ من الاتهامات. كما تعرف يا معالي الوزير، نحن في بلد قانون، وإذا كذب الإعلام، لديك محاكم ولديك وزارة إعلام ، تستطيع أن تقدم شكوى فيحققون مع الكاتب أو الصحفي، وتأخذ حقك ببساطة، ولا تحتاج إلى أي تصريح ناريّ كهذا أبدا، يزيد غضب الناس عليك، ويصور للبعض أنك مشغول بصورتك أكثر من فعلك. وكما تعلم يا معالي الوزير، الناس لديهم أطفال وأبناء يقضون يومهم في مؤسسات أنت تديرها، فلا يحتاجون إلى معرفة نتائج عملك من الإعلام، بل يكفي أن يتطلع الواحد منهم إلى طفله وسيشكرك أو يذمك، فلا تشغل نفسك كثيرا بغير رأيهم. أمر آخر معالي الوزير، الإعلام لديه واجبات عدة تجاه المجتمع، ليس من بينها المدح، بل هي تدور حول النقد في غالبها، والنقد ربما يكون إيجابيا إذا توقفت وزارتك عن فعل الأخطاء، فلا يجد الإعلام ما يكتب عنه وينشره، سوى تأكيد الإيجابية وليس محاولة معالجة السلبية. هناك أمر آخر أريد أن أشير إليه هنا، وهو مهم جدا، وسيكون مهما لمعالي الوزير ليسأل نفسه سؤالا: من أين يأتي الكُتاب والإعلاميو­ن بمادة كتاباتهم؟ لماذا تمتلئ صناديق بريدنا برسائل من معلمين ومشرفين ومديري مكاتب ومديرين عامين، كلهم على استعداد تام لتزويد الإعلام بمعلومات عن القصور المتفشي في الوزارة، بل بعضهم يدّعي أن هناك فسادا حقيقيا ويطالب الإعلام أن يكشفه؟ هل وصل هؤلاء إلى حالة أصبحت الوزارة فيها عدوّتهم الأولى التي يتسابقون في تويتر ووسائل التواصل لكشف ما يحدث فيها؟ هل رضاهم الوظيفي »صفر« لدرجة أن يعرض أحدهم نفسه للمحاكمة، وهو يخبر عن قرار اتخذه الوزير ويصرّ عليه، ويدّعي مقدم الشكوى أنه مخالف للأنظمة؟. معالي الوزير، هل أجرت وزارتك دراسات عن رضا المعلمين؟ بل هل راجعت نتائج الدراسات التي يقوم بها طلاب وأساتذة كليات التربية حول هذه القضية واتبعت التوصيات، أم أن هذه أمور شكلية يحلها تصريح ناري في نظركم؟ دعني أقول معالي الوزير، أنت توجّه نقدك للاتجاه الخطأ، فمن يصنع لك المشكلات ليس الإعلام بل فريقك، ليس فقط الذين يرسلون أخبار الوزارة غير المرغوب في نشرها، بل من يشيرون إليك بقرارات مثل قرار مدير مدرسة تبوك، أو من هم خلف تصريحاتك النارية مثل هذا التصريح، وأهمهم فريقك الإعلامي، فلا يعقل أن يدعموا مثل هذه التصريحات، ولا يخبروك أنها لا تفيد، إلا إذا كانوا هم أنفسهم دخلاء على الإعلام، ولا يعرفون كيف تعالج الأمور إعلاميا، وهذه قضية أخرى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia