التصنيفات الائتمانية لقطر تدخل في نفق مظلم
أكــد مختصــون في الشــأن الاقتصــادي، أن الريــال القطري سيواجه ضغطا كبيرا خلال الفترة القادمــة، وذلك بعــد أن هبط إلى مســتوى جديد هو الأدنى في عدة سنوات أمام الدولار في سوق العقود الآجلة اســتحقاق عام، مبينين أن التصنيفــات الائتمانيــة للدوحة ستدخل في نفق مظلم، خاصةً عقب ما أعربت وكالة »موديز« للتصنيفات الائتمانية، عــن قلقها من أن قطع العلاقات الخليجية مع قطر قد يؤثر على التصنيف الائتماني للدوحة إذا تعطلت التجــارة وتدفقات رؤوس الأموال، إضافةً إلى تخفيض وكالة ســتاندرد أند بورز تصنيف قطر الطويل الأمد بدرجة واحدة ليصل إلى AA،- محــذرة مــن أن الأزمة التي تعيشها الدوحة مع جيرانها قد تدفع المستثمرين إلى إخراج أموالهم منها، مما يضر بالنمو الاقتصادي.
وأوضح المختصون في تصريحات إلى »الوطــن«، أن تمويل الإرهاب ســيكون أخطــر الملفــات التي سيواجهها القطاع المالي والحكومي في قطــر، مشــيرين إلى أن خروج رؤوس الأموال من الدوحة سينعكس على أداء الســوق المالي الذي يشهد تذبذبا منذ قطع العلاقات الخليجية.
قــال الخبير الاقتصادي راشــد الفــوزان، إن أغلب المســتثمرين سينســحبون مــن الدوحة كون السوق لن يكون مستقرا في الفترة القادمة، خاصــة بعد أن صرحت شركة موديز للتصنيفات الائتمانية عن إعــادة تقييم دولة قطر، مؤكدا أن جميع هذه المعطيات سوف تؤثر على الريال القطري.
أشــار الخبير الاقتصادي فضل البوعينــين إلى أنه بمجــرد قطع العلاقــات الدبلوماســية صرحت شركة موديز للتصنيفات الائتمانية مباشرة عن قلقها، وأنها ســتعيد النظــر في التقييم الحــالي لقطر وخفضهــا لأســباب مرتبطــة بالمتغــيرات الاقتصاديــة الأخيرة، وذلــك يعني ارتفاعــا في تكاليف الاقــتراض بالنســبة للحكومــة والشركات القطرية، وسيعني أيضا وقف قابلية المســتثمرين على شراء الســندات وانخفاض أسعارها في الأســعار العالمية، وهــذا ما حدث بالفعل.
أوضح البوعينين أنه عقب إعلان قطع العلاقة مع قطر انخفض سوق الأســهم القطري بما يقارب 8،% متوقعا أن تصــل إلى انخفاضات حادة مستقبلا، والسبب الرئيسي أن الشركات سيكون عليها تأثير كبير
حسب تقارير فقد زادت العقود الآجلــة للــدولار مقابــل الريال اســتحقاق عــام إلى 630 نقطة مســجلة أعــلى مســتوياتها منذ ديســمبر 2015، حين أثار هبوط أســعار النفط والغاز قلقا بشأن متانة الاقتصــادات الخليجية، وفي ذلك الشــهر بلغت العقود الآجلة ذروتها عند 650 نقطة.
وارتفعت عقــود مبادلة مخاطر الائتمان القطرية لأجل 5 ســنوات، والتــي تســتخدم في التحوط من مخاطر التعثر عن ســداد الديون السيادية القطرية، إلى 93.6 نقطة من 90.1 مساء الخميس الماضي.
ويربط البنك المركزي في الدوحة الريال القطــري عند 3.64 ريالات للدولار، ويسمح بتقلبات محدودة حول هذا المستوى.