بلسم

جازان بوابة التنمية

إن التفكير في أمور النهضة والازدهار الحضاري هو أكثر ما يسيطر على المجتمعات المتجددة ويجعلها في سباق عالمي نحو الإنجاز والرفاهية والقضاء على الجهل والمرض والفقر. ويقال إنه دائما هناك في كل مجتمع من يأخذ على عاتقه إبقاء راية الحضارة والتقدم خفاقة في الأعالي، وهؤلاء هم الصفوة من كل مجتمع والذين يمهدون السبل للأجيال القادمة، لتكون قادرة على حمل الراية وإكمال المسيرة. هؤلاء هم من يزرعون فينا أن الأمور الجوهرية ترتكز في بناء وعمارة المجتمعات. وهم من يحافظون على شعرة معاوية التي تصل ثقافة المجتمع بحضارته وازدهاره. وكما هو معروف فكل ثقافة تموت وتذبل إذا لم تقم بدورها في تحسين حياة المجتمع والحفاظ على إرثه. وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن كان هناك من نذر نفسه لتطبيق مفاهيم التنمية في جازان بمصطلحاتها المختلفة، كالمستدامة والشاملة والثقافية. وعمد قبل ذلك إلى تنمية المعني لجازان الأرض والإنسان. كثيرة هي المكتسبات منذ عام 1421 للهجرة، فالجامعة والمشاريع البلدية والتعليمية والصحية وتحسين البنى التحتية هي مكتسبات حقيقية عشناها وقد كانت حلما. ولأن العمارة والحضارة هي عجلة لا تتوقف، فإن الإنسان الذي تشبع بمفهوم الحضارة والعمارة سيظل يحلم بالمزيد والمزيد. وحيث إن المدن الاقتصادية تهدف إلى تأسيس وإيجاد بيئة حيوية تكون قادرة على دفع عجلة التنمية للمجتمعات، وعليه فإن مدينة جازان الاقتصادية هي أحد أهم روافد التطور للمنطقة والتي تم إنشاؤها على ساحل البحر الأحمر بمساحة تقارب 103 كلم مربع، ويتوقع أن توفر المدينة أكثر من ربع مليون فرصة عمل وستكون مركزا اقتصاديا لإقامة علاقات تربط إفريقيا بآسيا. وتشير التوقعات إلى أن تشمل المدينة ميناء بحريا ومصفاة لتكرير البترول ومصانع للبتروكيماويات والتعدين والصناعات الثقيلة ومحطة للكهرباء، بالإضافة إلى مجمعات سكنية ومراكز تجارية والرئة الخضراء التي يتوقع أن تكون ذات طبيعة خلابة ومتنفسا للمجتمع. وعلى رغم ما تواجهه المنطقة من تحديات وصعوبات فإن هذه المبادرات العملاقة هي أفضل الحلول لدفع عجلة التنمية ورفع معيار النهضة ومواجهة الصعوبات. إن المدن الاقتصادية ترتكز على فكرة تفعيل دور القطاع الخاص كشريك في التنمية وتقدم عملا حكوميا أكثر تنافسية واستجابة للمتغيرات.

Awaji.n@alwatan.com.sa