Al-Watan (Saudi)

الصحوة المباركة

-

العبارة التي عنونت بها المقال كانت من العبارات التي ترددت كثيرا في خطاب سنوات خلت؛ واليوم بعد عقود من مشروع ما سمي بالصحوة التي اختلط فيها الحابل بالنابل، ولكنها اتفقت على فكرة أن ما قبلها كان غفوة.

ولو تمسكنا بالمفردة والمضاد لها وجدنا الغفوة تشير إلى النوم القليل، أما في معجم المعاني: »صحا النَّائمُ: استيقظ وتنبَّه، صحا القلبُ: تيقَّظ من غفلته، صَحَتِ السَّماءُ: تفرَّق سحابُها وانقشع، وصَحَا القَلْبُ: تَيَقَّظَ مِنْ هَوىً أوَْ غَفْلَةٍ«، ما يهمنا ليس الغفوة، ولكن الغفوة تشير إلى مدة محددة، أما الصحوة فتوحي بأنها الأصل!

نعود إلى العنوان لنسأل ما هي الصحوة المباركة؟

في عرف من عاش ما سمي بالصحوة وهي في أبسط تعريف فترة شاع فيها خطاب متدين، وإلى هنا لا غرابة إلا أن هذا الخطاب كان الغالب عليه نبرة ارتفاع الصوت المتمثل في خطب شاعت وراجت مسجلة، وإلى حد ما

ارتبط بعضها بمنابر المساجد لا في خطب الجمعة فهي مقننة إلى حد بعيد بل إلى خطب إضافية بعد الصلوات المفروضة عصرا أو مغربا أو عشاء، وتصالحنا مع سماع الخطب بعد الصلوات.

أعود إلى التذكير بأن هذا الخطاب كان جاذبا لا لمن يملك علما حقيقيا بل من أظهر تدينا شكليا، ومصطلحات اختلط فيها الذكر حمدا وتسبيحا بأفكار ناقدة،

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia