Al-Watan (Saudi)

باعشن خريج الفلاح لازم المسجد أكثر من 50 عاما ومات في طريقه لصلاة الفجر

خطبه دروس فقهية

- جدة: ريان الجهني

أثارت وفاة الشيخ محمد بن أبي بكر بن عبدالله باعشن، الفقيه والعالم والمربي والمحتسب، والذي مات دهسا بسيارة وهو في طريقه لأداء صلاة فجر يوم الأحد المــاضي، بعد أن قضى في إمامة المصلين أكثر من 50 عاما في مســجد الخير بحي الكندرة بجدة، مشــاعر وعواطف أهــالي محافظة جدة، وظهرت تلــك المواقف والمشــاعر جلية في مواقع التواصل الاجتماعي، متداولين تفاصيل حياته التي بلغت قرنا من الزمان، حيــث صلي عليه العصر في مســجده الذي لم يتخلف عن الصلاة فيه إماما وخطيبا، ليشــيع جنازته في مشهد نادر ومهيب، وحضور غفير مــن الكبار والصغار ســيرا على الأقدام لمقبرة أمنا حواء التــي تبعد 3 كيلومترات ليوارى في مثواه الأخير. قال شقيق الشــيخ، المحاسب والمستشــا­ر القانونــي عبود باعشــن، لـ»الوطن« إن الفقيد مــن أسرة علم وديــن، فجده الشــيخ العلامــة الفقيه الإمام سعيد بن محمد باعشن، وينتمي لأسرة الباعشــن، وهــي أسرة علمية من بيوتات العلم والدين التي أسست قرية رباط باعشن للعلم في وادي دوعن بحضرموت منذ 600 عــام، وينتمي إليها مجموعة من العلماء والقضاة، كما يعود نسب أسرته القرشية كما ذكر علماء الأنساب في كتب التاريــخ إلى ســيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وأضاف أنه رحل بعــد تخرجه ببضع ســنوات إلى حضرمــوت عام 1360 لزيــارة الأهل والأقارب وتعاهد مواقع الصبا ومســقط رأسه، قاصدا مدينة العلم تريم وإدراك عــدد من أهــل العلم والفضل، ومن أشهرهم العلامة عبدالله بن عمر الشاطري الذي لحقه في أواخر عمره، ولم يطل مكثه في تريم، بل عاد إلى دوعن عام 1367، ورجــع بعد ذلك -رحمه الله- إلى جدة، واستقر بها منذ ذلك الحين وحتى وفاته. وتابع عبود، أن الشيخ محمد كان يبكر دائما للصلاة، ومداوما على النوافل والسنن، وكان جهوري الصوت، وذا نغمــة محببة في القراءة، حيــث كان الكثيرون يقصدون مسجده لسماع نغمة صوته الجميلة، إضافة إلى خطبه ومجالســه المميزة، حيث كانت خطب الجمع عبارة عن دروس فقهية مكثفة.

 ??  ?? جنازة باعشن المهيبة في طريقها إلى المقبرة
جنازة باعشن المهيبة في طريقها إلى المقبرة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia